
تشير التقارير إلى تقدم كل من قوات النظام السوري وقوات "سوريا الديمقراطية"، وهو تحالف كردي-عربي، تدعمه الولايات المتحدة، إلى داخل الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وهي آخر محافظة في قبضة مسلحي التنظيم في الأراضي السورية.
ويسيطر التنظيم، منذ صيف عام 2014 على معظم المحافظة، ويحاصر منذ بداية 2015 قوات النظام التي بقيت متواجدة فقط في أجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، ومطارها العسكري.
ولم تتمكن قوات النظام منذ خروجها من باقي المحافظة قبل ثلاث سنوات من دخولها مجددا.
تقع محافظة دير الزور في شرق سوريا على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق وعاصمتها مدينة دير الزور، على الحدود مع العراق، ويمر بها نهر الفرات.
وتمتد المحافظة على مساحة تزيد عن 33 ألف كيلومتر مربع، وتحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، بعد محافظة حمص.
ويقدر عدد سكانها بنحو مليون مئتي ألف نسمة وذلك حسب تقديرات عام 2010.
ومعظم سكانها من العرب، ويوجد فيها أيضا أكراد وأرمن، ويربطها بباقي المدن والمحافظات شبكة من الخطوط الحديدية بالإضافة إلى مطار دولي.
واشتهر أهل دير الزور في الماضي بالزراعة والتجارة، لإطلالها على النهر ووقوعها في طريق القوافل التجارية.
ومناخ المحافظة قاري صحراوي، ويتصف بشدة جفاف الجو وقلة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة في الصيف، والبرد في الشتاء، ويخفف نهر الفرات من أثر المناخ الصحراوي عليها.
وما تزال دير الزور تحافظ على أسواقها التقليدية القديمة ذات السقوف المقوسة والمغطاة بالحجارة، مثل: سوق الحبوب وسوق الهال وسوق التجار وسوق الحدادة وسوق النحاسين وسوق الصاغة، وغيرها.
وتاريخيا خضعت المنطقة للحكم البابلي، ثم الآشوريين فالكلدانيين والفرس والمقدونيين، ثم الرومان، فالعرب.
أصبحت المنطقة مركزا إداريا تابعا للإدارة العثمانية عام 1867 إلى أن انسحبوا عام 1918، وتعرضت عام 1919 لاحتلال بريطاني سرعان ما تحررت منه في العام نفسه بعد ثورة شعبية، ثم احتلها الفرنسيون عام 1921 ولكن أهلها ثاروا مجددا لتتحرر المنطقة من الاستعمار الفرنسي، كما شارك أهل دير الزور في الثورة على نظام بشار الأسد، وخرجت مظاهرات في المدينة يوم 15 أبريل/نيسان 2011 ضد النظام.
وتعرف دير الزور بحقولها النفطية الكبيرة مثل التنك والعمر والورد والتي سيبطر تنظيم الدولة على أغلبها بعد معارك ضد المعارضة السورية.
...
414
0