
أعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن رفضه للاتفاق الذي نقل بموجبه المئات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية إلى البوكمال على الحدود السورية العراقية.
وقال العبادي، في المؤتمر الصحافي الأسبوعي الثلاثاء، إن نقل أعداد كبيرة من داعش إلى المناطق الحدودية مع العراق أمر غير مقبول".
وأضاف أن "القوات العراقية تسعى للقضاء على داعش وليس احتوائه".
وبموجب الاتفاق، نقل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم إلى نقطة تبادل شرقي سوريا، ومن ثم إلى أراض خاضعة لسيطرة التنظيم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأوقف الاتفاق هجوما استمر أسبوعا على جيب جبلي للتنظيم المتشدد بمنطقة الحدود بين لبنان وسوريا، شنه الجيش اللبناني على جهة، بينما حارب مقاتلو حزب الله والجيش السوري على الجبهة الأخرى.
ويسيطر لبنان بعد هذا الهجوم على حدوده مع سوريا للمرة الأولى منذ سنوات.
وتقوم قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في المنطقة بدوريات على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل.
ويأتي الاتفاق في مقابل معلومات حول مصير تسعة جنود لبنانيين كانوا قد اختطفوا على الحدود السورية اللبنانية منذ 3 سنوات من قبل مسلحي التنظيم.
وكانت قافلة تقل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم وصلت إلى نقطة تبادل شرقي سوريا، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام حزب الله اللبناني.
نصر الله: "المفاوضات مع داعش بدأت بالتوازي مع القتال"
وأخذ عشرات الجنود اللبنانيين ينشئون نقاطا له على سلسلة من التلال الجرداء القريبة من الأراضي السورية.
ويتقاسم لبنان وسوريا حدودا طولها 330 كيلومترا، دون تحديد رسمى للحدود فى عدة نقاط، من بينها شمال شرق البلاد.
وظلت الأراضي الجبلية التي يسيطر عليها الجيش حاليا - على مدى سنوات - تستخدم من قبل المهربين في جلب الديزل المدعوم من الدولة في سوريا إلى لبنان.
وفي عام 2014، فجر مسلحون متشددون جانبي الحدود، بما في ذلك جرود رأس بعلبك، وبلدة عرسال الحدودية.
وكان الجيش اللبناني قد شن عملياته على المسلحين في 19 أغسطس/آب في الوقت نفسه الذي شن فيه حزب الله اللبناني والجيش السوري هجوما آخر على الجانب السوري.
ووصف أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية بأنه "تحرير ثان"، ودعا إلى الاحتفال به.
حضت دولة الإمارات إيران وتركيا على إنهاء ما وصفته بأعمالهما "الاستعمارية" في سوريا مشيرة إلى عدم الارتياح بشأن تقليص نفوذ دول الخليج العربية في الحرب.
وتعارض الإمارات، المتحالفة مع المملكة العربية السعودية في المنطقة، الرئيس السوري بشار الأسد وإيران الداعمة له كما تبدي قلقا من تركيا، التي تربطها صلات بقوى إسلامية تعارضها الإمارات في شتى أرجاء المنطقة العربية.
وحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، خلال مؤتمر صحفي في ابو ظبي مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، الذي تدعم بلاده الأسد عسكريا، على "خروج هذه الأطراف الساعية إلى تقليص سيادة الدولة السورية" مشيرا إلى أنه "يتحدث تحديدا وبوضوح عن إيران وتركيا".
وأضاف :"إذا استمرت الدولتان في التدخل بنفس الأسلوب التاريخي والنظرة الاستعمارية في الشؤون العربية، فسوف نستمر في هذا الوضع ليس في سوريا فحسب، كما هو الحال اليوم، بل في دولة أخرى غدا".
وكانت قوى إقليمية ودولية قد تدخلت في الحرب الدائرة في سوريا قبل ست سنوات بغية تحقيق مصالح هناك.
وأرسلت إيران قوات ومساعدات عسكرية لدعم نظام حكم الأسد الذي يقاتل معارضين أغلبهم من السنّة المدعومين من السعودية ودول خليجية أخرى.
وتمكن الجيش السوري وحلفاؤه بمساعدة ضربات جوية روسية بدأت منذ عام 2015 من استعادة أراض كانوا فقدوها، في حين يتقهقر تنظيم الدولة الإسلامية من معاقله في شرقي سوريا أمام هجوم الجيش السوري وهجوم منافس يشنه معارضون أكراد وعرب تدعمهم الولايات المتحدة.
وتشعر تركيا، حليفة الولايات المتحدة، بقلق متزايد إزاء تقدم المعارضين السوريين وتخشى من انتشار النفوذ الكردي على امتداد حدودها مع سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الإثنين إن بلاده وإيران بحثتا إمكانية إجراء عمل عسكري مشترك يستهدف جماعات كردية.
وقال لافروف والشيخ عبد الله إنهما اتفقا على ضرورة وضع نهاية تفاوضية للحرب.
وقال لافروف إن روسيا تأمل في أن تفضي جهود توحيد مواقف المعارضة السورية إلى المساعدة في عملية السلام.
وأضاف :"كانت ثمة خلافات عميقة في الماضي أفضت إلى إخفاق بعض الاجتماعات، لكننا سنواصل تشجيع المشاركة في جميع المحافل".
...
687
0