
"المئات من جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية يشكلون خطراً محدقاً على أبواب أوروبا"، قراءة في خسارة الغرب حربهم على الإرهاب ، فضلاً عن الزيارة السنوية السرية للأميرة ديانا لقبر حارسها الشخصي الذي قتل في حادث مؤسف، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.
نقرأ في صحيفة الأوبزوفر مقالاً لمارتن شلوف بعنوان "المئات من جهادي تنظيم الدولة العائدون يشكلون تهديداً على أبواب أوروبا".
وقال كاتب المقال إنه في الوقت الذي تكثف فيه الجهود للعثور على عناصر الخلية المغربية المسؤولة على الهجمات الإرهابية في إسبانيا، فإن الأنظار تتجه صوب المئات من الجهاديين العائدين من أرض معركة تنظيم الدولة الذين يشكلون تهديداً كبيراً على أبواب أوروبا.
وتابع " ُيعتقد أن هناك نحو ألف جهادي تم تهريبهم إلى المغرب وتونس ونقلهم من المعارك التي يخوضها التنظيم لتأسيس دولة الخلافة".
وأردف أن " 300 من عناصر تنظيم الدولة عادوا إلى المغرب حيث نفذ خمسة منهم الهجمات في كتالونيا".
ونقل كاتب المقال عن قائد سابق في التنظيم قوله إن "مقاتلي تنظيم الدولة الذين اضطروا للعودة لبلادهم بسبب خسارة التنظيم للأراضي التي كان يسيطر عليها يوماً بعد يوم، يحملون في قلوبهم ضغينة تجاه وضعهم في أوروبا".
وقال إن " نحو 1600 مغربي انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق الأمر الذي جعلهم من أكثر الجنسيات التحاقاً بالتنظيم، وقد قتل نصفهم تقريباً".
وتابع القائد السابق في التنظيم إن عناصر التنظيم ذوي الأصول المغربية الذين نشأوا في فرنسا ، لم يشعروا قط بالانتماء لهذا البلد جراء التمييز الذي يمارس ضدهم هناك".
خسارة الحرب ضد الإرهاب
ونطالع في صحيفة ديلي تلغراف مقالاً لستيفان بولارد بعنوان " خسرنا حربنا ضد الإرهاب".
وقال كاتب المقال إن " الكثيرين في الغرب لا يمكنهم التمييز اليوم بين أعدائنا وأصدقائنا".
وأردف أنه " علينا اليوم إضافة برشلونة إلى لائحة المدن التي استهدفها تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا بعد الهجمات التي شنها في لندن ومانشستر وستوكهولم وباريس".
وأشار إلى أنه لن يكون مستغرباً إذا لم يستهدف التنظيم مزيداً من المدن الأوروبية قبل نهاية العام الجاري".
وتابع بالقول إن "هناك بشكل واضح سرطانا منتشرا في العالم الإسلامي - له تداعياته على المسلمين في بريطانيا"/ مضيفاً أنه سرطان يجذب الشباب والنساء الصغيرات للانتماء إليه، ويحولهم إلى جهاديين ويدربهم على القتل والتضحية بأنفسهم ".
وسلط كاتب المقال الضوء على نشاطات رئيس حزب العمال جيرمي كوربن السابقة إذ قال إنه كان يحرص - قبل توليه منصبه الأخير - على حضور مهرجان القدس السنوي ويدعم بشكل علني حزب الله - الذي أدرجت الحكومة البريطانية جناحه العسكري تحت قوائم الإرهاب.
ونشرت صحيفة صنداي تايمز مقالاً لجيمس غليبسي بعنوان " ديانا كانت تزور ضريح حارسها الشخصي سنوياً".
وقال كاتب المقال إن "ديانا، أميرة ويلز، كانت تزور سنوياً وبسرية تامة قبر الحارس الخاص الذي وقعت في حبه، وذلك تبعاً لأندرو مورتن الذي ألف كتابا تناول حقيقة زواجها من الأمير تشارلز".
وأضاف أن " ديانا اعترفت لمورتن - في كتابه ديانا قصتها الحقيقية الذي نشر منذ 25 عاماً- بأن الضابط الموكل بحمايتها وهو باري ماناكي كان يعني الكثير لها"، مشيراً إلى أنها وصفته بأنه كان بمثابة الأب الذي لطالما أراد حمايتها".
وأردف كاتب المقال بأن "ديانا اعترفت في تسجيلات لها بثت منذ أسبوعين على القناة الخامسة بأنها عندما كانت في 24 أو 25 من العمر وقعت في حب شخص كان يعمل في القصر الملكي، إلا انها نفت إقامة أي علاقة جنسية معه".
وتابع بالقول إن " ماناكي قتل في حادث مروع وشكت ديانا بأن الحادث مفتعل إلا أن مورتن أكد لها بأنه مجرد حادث مؤسف".
وأردف بأن "أميرة القلوب لم تقتنع كلياً بما قاله مورتن"، مشيراً إلى أن الأميرة كانت تواظب على زيارة قبر مانيكي سنوياً في شهر مايو/أيار، وكانت تغطي شعرها حينها".
اهتمت صحف عربية بحادث الدهس في برشلونة الذي أودى بحياة 13 شخصًا وأصاب عشرات آخرين، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف أيضًا باسم "داعش" المسؤولية عنه.
وبينما اتفق الكُتاب في التنديد بالهجوم، اختلفوا في تفسير أسباب الإرهاب وسبل مواجهته.
الأساليب الأمنية لا تكفي
تقول افتتاحية الأهرام المصرية إن الحادث "يدل على أن أوروبا بالكامل باتت في مرمى الإرهاب الذى ينشب مخالبه في كبرى العواصم وضواحيها".
.
وتطالب الجريدة بتشكيل "تحالف دولي دائم يقوده مجلس الأمن الدولي مهمته مواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله، وإلا فسيحصد العالم المزيد من الضحايا وسط خيبات الأمل في القضاء على هذا الخطر الداهم.
وفي العرب اللندنية، يقول خطار أبو دياب إن "الخلاصة الأولية لمجريات الخميس الأسود تؤكد على الفشل في الحرب الأوروبية الاستباقية ضد إرهاب مصمم وأعمى.
.
ويشدد الكاتب على أن "إنهاء دولة الخلافة المزعومة في العراق وبلاد الشام لن ينهي معضلة الاٍرهاب، وأن الأساليب الأمنية والعسكرية ليست كافية لوحدها في مواجهة آفة الفكر الإلغائي والإقصائي.
ويرى أن مواجهة هذه المشكلة يتطلب "إعادة بناء الدول في العراق وسوريا وليبيا وغيرها على أسس صحيحة" و"اعتبار أوروبا التفاهم مع الضفة الأخرى من المتوسط أولوية سياسية واقتصادية"، و"قبل كل شيء، تحمُّل النخب المسلمة العربية والأوروبية لمسؤولياتها عمليًا وليس لفظا.
وفي مقاله في الغد الأردنية بعنوان "الشاحنات المقدسة"، يرى باسم الطويسي أنه "لا جديد في هجوم برشلونة والهجمات الأخرى التي شهدتها مدن إسبانية إلا المزيد من الضحايا الأبرياء، فعمليات الدهس بالشاحنات تجسد ظاهرة أخذت تتنامى منذ العام 2014".
وفي تفسيره للظاهرة، يطرح الكاتب أن "الشاحنات المقدسة التي تحصد البشر بدون أن تميز أجناسهم أو أديانهم لا تعبر فقط عن لوثة فكرية دينية.
.
.
بل تحمل رمزية فشل أنظمة اجتماعية وثقافية، وفشل الدولة الوطنية جنوب المتوسط".
وتندد افتتاحية القدس العربي اللندنية بالحادث، محذرة من آثاره على العرب والمسلمين المقيمين في الدول الأوروبية.
وتقول الصحيفة إن "العرب والمسلمين الذين يقيمون في إسبانيا خصوصًا، وأوروبا عمومًا، سيكونون من أكثر الناس تأثرًا بتلك العملية الإجرامية، فهم سيشكلون الهدف السهل للمنظمات والأحزاب العنصرية".
وتندد الجريدة بتعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحادث، الذي استعاد فيه قصة جنرال أمريكي استطاع القضاء على "الإرهاب الإسلامي" عندما قتل عشرات المتمردين المسلمين في الفلبين.
وتصف الصحيفة هذه التصريحات بأنها "دليل على انحطاط عقلي وأخلاقي وسياسي غير مسبوق، يشكل خطرًا كبيرًا لأنه يشرّع الإبادة الجماعية ويبررها ويعطي سندًا للطغيان والاستبداد".
"احتضان أفاعي الإرهاب"
ينتقد بعض الكُـتاب استقبال الدول الأوروبية للمعارضين الإسلاميين القادمين من الدول العربية، مشيرين إلى وجود تواطؤ بين الساسة الأوروبيين والجماعات الإرهابية.
ففي أخبار الخليج الإماراتية، يحمِّل سيد عبد القادر الدول الأوروبية قسمًا من المسؤولية عن هذه الهجمات قائلا": "على مدى اليومين الماضيين، وقعت دول أوروبا فريسة لهجمات إرهابية مؤسفة، راح ضحيتها أبرياء أسيلت دماؤهم أو أزهقت أرواحهم بلا ذنب، فهل تتحمل هذه الدول جزءًا من المسؤولية لأنها احتضنت أفاعي الإرهاب السامة في بيوتها، متذرعة بشعارات حقوق الإنسان لحماية من لا يحترمون الحقوق ولا الإنسانية؟"
ويتساءل ما إذا كان قد "حان الوقت لتطهير العواصم الأوروبية من كل هؤلاء الأفاقين تجار الدين.
وعلى المنوال نفسه، يقول كريم عبد السلام في اليوم السابع المصرية إنه "لن يكون حادث الدهس الذى نفذه داعشي مخبول في وسط برشلونة الأخير في قلب العواصم وكبريات المدن الأوروبية.
.
.
ما دام السياسيون الأوروبيون يتلاعبون مع ثعابين وذئاب الإرهاب".
ويعتقد الكاتب أن "حادث برشلونة الأخير كشف التواطؤ الرهيب بين الساسة الأوروبيين والتنظيمات الإرهابية"، ويتساءل "هل يمكن بعد ذلك أن نتعاطف مع الساسة الأوروبيين حال انقلاب ثعابين وذئاب الإرهاب عليهم؟"
ما زالت أصداء الهجوم الذي وقع في برشلونة تطغى على تغطية الصحف البريطانية الصادرة السبت مع تراجع الاهتمام بالشأن العربي والشرق أوسطي فيها.
وعنونت صحيفة التايمز افتتاحيتها "الحرب غير المقدسة"، التي قالت فيها إن "تنظيم الدولة الإسلامية خسر معركته ضد الغرب، لكن الحضارة الغربية ستظل في صراع يستمر لأجيال من أجل حماية قيّمها ومؤسساتها".
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية قد كشف عن ضعفه لا عن قوته عبر هذه الهجمات الدموية التي ضربت مدينة برشلونة و منتجع كامبريلس.
وأردفت أن "مؤيدي تنظيم الدولة هللوا فرحاً بإنجازات المجموعة الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي، تماماً كما هللوا لهجمات لندن في يونيو/حزيران، إلا أن الحقيقة أنهم يرقصون على قبورهم".
وتابعت الصحيفة أن "تنظيم الدولة الإسلامية يكثف استخدام طرق القتل هذه لأن حلمه ببناء دولة الخلافة في الشرق الأوسط ذهب أدراج الرياح".
وخلصت الافتتاحية إلى أن ذلك يعيد طرح سؤال مفاده - كيف يستطيع الغرب الاستعداد للمرحلة الثانية من حملته التي تبدو طويلة الأمد على الإرهاب؟.
وذكرّت الصحيفة بتصريحات رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية، اللورد جوناثان إيفانز، التي حذر فيها من أن "تنظيم الدولة الإسلامية سيشكل تهديداً للغرب لثلاثة عقود مقبلة" وإشارته الى أن هذه القضية تمثل "مشكلة أجيال" وإن بريطانيا بحاجة إلى "مواصلة" جهودها للتغلب عليها.
وختمت الصحيفة بأنه يترتب علينا العمل على أن لا تتحول عملية بناء دولة الخلافة الفاشلة على الأرض إلى دولة خلافة رقمية مع تسلل أتباعها الذين يهزمون على الأرض إلى فضاء الانترنت لنشر افكارهم المتطرفة، كما يتوجب على علماء المسلمين التأكيد لأتباعهم بأن "الجهاديين ليسوا شهداء بل مجرمين ومرتكبي معاصي".
الكويت والحّر
ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لروث مياكلسون بعنوان "الكويت تعاني من ارتفاع درجة حرارة طقسها - الذي سيزداد سوءاً"، وركزت فيه على معاناة العمال في الكويت تحت الصيف القائض.
وقالت كاتبة المقال إن "العمال في الكويت يعملون في ظل ارتفاع مستمر لدرجات الحرارة في الصيف جراء التغيير المناخي".
وأردفت أن "العمال في الكويت يعملون منذ ساعات الصباح الأولى في تنظيف الطرقات وهم يلبسون ثياباً تغطي أجسادهم للوقاية من أشعة الشمس الحارقة التي تصل في الصباح إلى نحو 45 درجة مئوية".
وتابعت أن العديد من العمال يشتغلون في أعمال تتطلب منهم البقاء خارج الأبنية حيث لا مبردات هواء تخفف من وطأة درجات الحرارة العالية التي قد تصل إلى 50 درجة مئوية، فمنهم من يعمل على ركن السيارات لزبائن المطاعم أو المتاجر، ويعمل البعض الآخر في أعمال البناء وتشييد الطرقات أوتنظيفها، وغيرها من المهن.
وأشارت إلى أن الكويت احتلت العام الماضي المرتبة الأولى بين دول الخليج في ارتفاع درجات حرارتها إذ وصلت إلى نحو 54 درجة مئوية.
وأوضحت أنه في الوقت التي تشهد فيها الكويت ارتفاعاً متزايداً لدرجات الحرارة فإن هناك قلقا متناميا بشأن السكان الذين لا يمكنهم البقاء بعيداً عن أشعة الشمس بسبب طبيعة عملهم.
وأردفت أن القانون في الكويت يمنع العمال من العمل في الهواء الطلق بين الساعة 12 إلى الساعة الرابعة، إلا أن الكثير منهم ما زالوا يعملون خلال هذه الفترة حيث تصل درجات الحرارة إلى 54 درجة مئوية.
وأشارت كاتبة المقال إلى أن ثمة توجهات بجعل مدينة الكويت مدينة خضراء بحلول عام 2019، وبدأ في سلسلة اجراءات لتقليل عمليات حرق الوقود التي تسهم في التغيير المناخي.
ومن هذه الاجراءات التركيز على الطاقة النظيفة باستخدام الألواح الشمسية لإنتاج الطاقة، وتقليل استخدام السيارات الشخصية وزيادة وسائل النقل العام بدلاً عنها، وتوفير المزيد من الأمكنة والمساحات الخضراء للمشي والتنزه وغيرها من الاجراءات.
ونقلت عن أحد المواطنين الكويتيين قوله بأن "الكثيرين غير مقتنعين بهذه الفكرة".
وختمت بأنه لا يزال العديد من عمال البناء يعملون في ظل ارتفاع قاس لدرجات الحرارة، إذ على الرغم من تعاطف أصحاب العمل معهم إلا أن عليهم أن يواصلوا عملهم في هذه الأجواء لإنجاز الأعمال المطلوبة منهم.
الإسلام ودولة الخلافة
ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالاً للكاتب إد حسين بعنوان "لا تلوموا الغرب، فالإرهاب لن يتوقف حتى يرفض المسلمون فكرة الخلافة".
وقال كاتب المقال إن "الهجمات في إسبانيا لا تتوافق مع فكرة أن سياستنا الخارجية هي سبب نشوء الإسلام المتطرف".
وتساءل "ما الخطأ الذي ارتكبته إسبانيا؟ ولماذا استهدفت من قبل المتطرفين الإسلاميين الذين قتلوا العديد من الأبرياء؟، مضيفاً أن هذه هي الأسئلة التي يطرحها الغربيون على أنفسهم بعد هجمات برشلونة.
وأردف أن "سياسة إسبانيا الخارجية تثبت بأنه لا يمكننا وقف الإرهاب بمجرد تغيير تصرفاتنا"،
ويشدد الكاتب على أنه في عقول بعض المسلمين إن إسبانيا ليست إسبانيا بل "الأندلس التي تعد جزءاً من الإمبراطورية الإسلامية التي بقيت في إسبانيا لمدة 700 عام، لذا فأن "إسبانيا اليوم تعد أرضاً محتلة يجب تحريرها بنظرهم".
ويخلص الكاتب إلى القول إن على المسلمين رفض فكرة أنهم يريدون دولة الخلافة، وإن على الغرب اتخاذ موقف الى جانب طرف محدد في معركة الأفكار الدائرة في العالم بين الاعتدال والتطرف.
...
1350
0