
قال رئيس الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن لإيران وتركيا موقفا مشتركا معارضا للاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق المزمع اجراؤه الشهر المقبل.
جاء ذلك في اعقاب لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واجرائه محادثات مع كبار المسؤولين الأمنيين في تركيا، التي يزورها رفقة عدد من المسؤولين العسكريين الإيرانيين.
وتعد زيارة باقري تلك أول زيارة لرئيس هيئة أركان في الجيش الإيراني لتركيا منذ الثورة الإيرانية في عام 1979.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ايرنا) عن اللواء باقري قوله إن الطرفين التركي والإيراني أكدا على "أن هذا الاستفتاء لو جرى سيشكل أساسا لبدء سلسة من التوترات والمواجهات داخل العراق وستطال تداعياتها دول الجوار".
وشدد على القول إن مسؤولي البلدين يؤكدون على "أن هذا الأمر غير ممكن و لاينبغي أن يحدث".
وأشارت وكالة الأناضول التركية الرسمية إلى استقبال أردوغان للواء باقري في لقاء مغلق استمر 50 دقيقة، مضيفة أن الرئاسة التركية لم تصدر أي بيان عن فحوى اللقاء.
وأجرى باقري محادثات في اجتماع مغلق مع نظيره رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصي أكار، الذي جاءت زيارته إلى تركيا تلبية لدعوة منه.
وقال باقري إن المباحثات تركزت على تنسيق الجهود بين البلدين من أجل ارساء الأمن والاستقرار في سوريا.
وقد ظلت مواقف البلدين مختلفة من الشأن السوري، إذ تدعم إيران بقوة نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تدعم تركيا فصائل معارضه له وتطالب بتنحيه عن السلطة.
وأفاد مراسل بي بي سي عربي في تركيا، شهدي الكاشف، أن باقري وأكار اتفقا، على مواصلة العمل والتعاون المشترك ضد جميع "التنظيمات الإرهابية"التي تهدد أمن المنطقة.
كما جرى تأكيد مواصلة التعاون من أجل بذل مزيد من الجهود لدعم أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.
ورافق المسؤول الإيراني وفد من كبار القيادات العسكرية ضم قائد القوة البرية في الحرس الثوري وقائد حرس الحدود.
ونقلت صحيفة "ديلي صباح" المقربة من الحكومة التركية عن مصادر دبلوماسية قولها إن الزيارة تعد "حدثاً هاماً، لم تكن لتتم لولا استعداد الجانبين لعقد صفقات حول كل من سوريا والعراق".
وكانت رئاسة أقليم كردستان العراق أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستمضي قدما في الاستفتاء بشأن استقلال الإقليم المزمع في سبتمبر/ أيلول المقبل، على الرغم من طلب الولايات المتحدة الأمريكية بتأجيل الاستفتاء.
وأفاد بيان للرئاسة، على موقعها الالكتروني باللغة العربية، بأن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون اتصل هاتفيا برئيس الإقليم مسعود بارزاني معربا عن رغبة واشنطن في تأجيل الاستفتاء و"تأييدها لاستمرار المباحثات والمفاوضات بين الإقليم وبغداد".
يذكر أن التصويت غير ملزم، لكنه قد يشكل نواة لإقامة دولة مستقلة كحلم يسعى الأكراد إلى تحقيقه منذ نال الإقليم المكون من ثلاث محافظات في شمال العراق حكما ذاتيا في عام 1991.
ويعد وجود وحدات حماية الشعب الكردية الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري،على طول الحدود بين البلدين، مصدر قلق رئيسي لأنقرة.
وتعد أنقرة هذه الجماعات "إرهابية" وتتهمها بالانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، الذي شن حركة تمرد منذ عام 1984 ضد القوات التركية في جنوب شرقي تركيا.
يذكر أن زيارة باقري تتزامن مع بناء تركيا "جداراً أمنياً" بطول 144 كم على طول جزء من حدودها مع إيران، يهدف إلى منع تسلل الجماعات المسلحة وتهريب المخدرات.
وجه الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، بإعفاء الحجاج القطريين من التصاريح الالكترونية لدخول المملكة العربية السعودية، وتخصيص طائرات خاصة لنقلهم من الدوحة اليها.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن المملكة سمحت بدخول الحجاج القطريين من منفذ سلوى على الحدود بين البلدين.
وأضافت أن الملك السعودي وافق على ارسال طائرات خاصة تابعة للخطوط الجوية السعودية إلى مطار الدوحة لنقل كافة الحجاج القطريين واستضافتهم بالكامل على نفقته الخاصة.
وأوضحت الوكالة أن هذا القرار جاء بناء على توصية رفعها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إثر وساطة من الشخصية القطرية، الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله بن جاسم آل ثاني، الذي استقبله في جده الأربعاء.
وكانت قطر اتهمت السعودية أواخر الشهر الماضي بعرقلة وصول الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية حينها إنها خاطبت المقرَّرَ الخاص بالأمم المتحدة، المعني بحرية الدين والعقيدة، بشأن "العراقيل والصعوبات أمام حجاج دولة قطر من المواطنين والمقيمين، من أداء مناسك الحج"، الذي يبدأ الشهر الحالي .
وقالت اللجنةُ في بيان لها، إنها عبرت عن "قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية".
وقد ردت السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، الذي اتهم السلطات القطرية بتسيس هذه القضية، قائلا إن "طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب على المملكة".
وقد نفى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لاحقا وجود أي دعوة قطرية للتدويل قائلا "لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج، كما لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية".
وتخضع قطر منذ 5 يونيو/حزيران الى مقاطعة من أربع دول عربية (هي السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر) في ما وصف بأسوأ أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات.
وأغلقت تلك الدول الحدود البرية مع قطر، وأمرت رعاياها بالمغادرة، وأغلقت مجالها الجوي وحدودها البحرية أمام الطيران والسفن القطرية.
وطالبت الدول الأربع قطر بإنهاء علاقاتها الطويلة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها حكومات تلك الدول "جماعة إرهابية".
كما طلبت الحكومات الأربع من الدوحة أيضا إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق قاعدة تركية عسكرية، وأن تساير السياسة التي تتبعها الرياض في المنطقة تجاه إيران.
وقد رفضت قطر تلك المطالب معتبرة إياها انتهاكا لسيادتها، ولقيت في ذلك دعما من حليفتها تركيا.
...
732
0