
اعتمد #قاسم_سليماني، قائد #فيلق_القدس التابع للحرس الثوري، سياسة "الأرض المحروقة" منذ بدء التدخل العسكري الإيراني في #سوريا عام 2012 من خلال الزج بآلاف الميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية ضمن تكتيك "الموجات البشرية" والتضحية بآلاف الجنود لكسر الخطوط الأمامية واستعادة المواقع من أيدي الخصم، هي سياسة اعتمدتها القوات الإيرانية خلال الحرب مع #العراق إبان الثمانينات (1980-1988).
ومنذ دخول #إيران أتون الحرب في #سوريا لا يمر يوم إلا وتعلن فيه وسائل الإعلام الإيرانية عن مقتل العشرات من هؤلاء المجندين الذين تطلق عليهم ماكينة إعلام #ولاية_الفقيه بـ"مدافعي الحرم" أو "مدافعي مقامات أهل البيت" لكنهم في الواقع مدافعون عن المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة سواء بالإكراه أو بالإغراء.
لكن سقوط هذا العدد الكبير الذي تقول عنه إحصائيات رسمية إيرانية بأنه بلغ حوالي 3000 عنصر، بينما تشير مصادر المعارضة إلى عدد حوالي 10 آلاف قتيل من #الحرس_الثوري و #الميليشيات التابعة له في سوريا، يثير علامات استفهام عن جدوى الخطط والتكتيكات المتخذة من قبل قادة الحرس الثوري الإيراني ومدى جدوى إرسال هذه القوات وتحمل هذا الحجم الكثير من الخسائر في الأرواح.
تفقد قاسم سليماني لقوات الحرس الثوري في محافظة حماة
أسلوب الحرب الإيرانية - العراقية وفي هذا السياق، نشر موقع " تقارير الحرب warreports.
org" الناطق بالفارسية والذي يغطي التدخل العسكري الايراني في #العراق و #سوريا، مقطعاً لقاسم سليماني وهو يتحدث في مقابلة مع التلفزيون الإيراني عن فترة الحرب الإيرانية - العراقية في الثمانينات، ويشرح كيف استخدم فيها سياسة الأرض المحروقة والموجات البشرية والتضحية بعدد كبير من قوات المشاة الإيرانية لبلوغ أهدافه.
ويوضح سليماني أسباب فشل القوات الإيرانية في عملية حصار البصرة عام 1987وهي من أكبر العمليات التي تلقت فيها إيران أكبر هزيمة، أدت إلى قبول وقف الحرب، ويقول: "لو كان لدينا فيلقان آخرين لتمكنا من الوصول إلى #البصرة".
ويبرر سليماني تلك الهزيمة "بقلة عدد القوات والمتطوعين" في تلك المعركة التي قال عنها اللواء رحيم صفوي، مستشار #المرشد_الإيراني للشؤون العسكرية وقائد الحرس الثوري السابق، بأن #إيران خسرت فيها 11000 قتيل و53 ألف جريح.
سليماني في ريف حلب
استغلال فقر اللاجئين ويقوم الحرس الثوري بتجنيد عشرات آلاف الأفغان من بين #اللاجئين في إيران الذين يصل عددهم حوالي المليونين، مقابل منح إقامات ومبالغ مالية، مستغلاً فقرهم وعوزهم، وذلك لضمهم ضمن "جيش التحرير الشيعي" الذي أعلن عنه الجنرال محمد علي فلكي، القيادي في فيلق القدس، وأحد قادة القوات الإيرانية في سوريا.
وبحسب فلكي فإن ميليشيات جيش التحرير الشيعي تقاتل حالياً في سوريا إلى جانب القوات الإيرانية كميليشيات "زينبيون" الباكستانية وميليشيات "حيدريون" العراقية وفيلق "حزب الله" المكون من حزب الله العراقي وحزب الله السوري، ويقاتلون تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني بزي واحد وعلم واحد وتنظيم عسكري واحد".
وتدفن جثث قتلى هذه #الميليشيات في قرى ومناطق نائية، وكذلك يتم تشييع جثث قتلى الميليشيات العراقية في المدن الإيرانية بعيداً عن الإعلام وأنظار الناس، وفق السياسة الإيرانية التي تنفي دائماً تدخلها العسكري المباشر وتدعي بأن تدخلها استشاري فقط.
قادة سليماني الاربعة الذي قتلوا بسوريا
أسباب الخسائر وبحسب خبراء عسكريين، فبالرغم من أن هذه الميليشيات تتلقى الدعم المدفعي والجوي من جيش #نظام_الأسد والقوات الإيرانية والطيران الروسي، لكنها تخسر عشرات العناصر يومياً، وذلك لعدم وجود عقيدة قتالية والدخول في المعارك "كمرتزقة" دون هدف واضح، بالرغم من الشحن الطائفي الذي تقوم به ماكينة الحرس الثوري الإعلامية.
كما يربط الخبراء ارتفاع عدد قتلى هذه الميليشيات بسوء تدريبها والزج بها كموجات بشرية على غرار ما تم خلال الحرب الإيرانية - العراقية، من أجل صد تقدم المعارضة أو كسب مواقع جديدة من خلال التضحيات البشرية.
ومع هذا ارتكبت هذه الميليشيات أبشع الجرائم ضد الإنسانية وقتلت مئات آلاف المدنيين وهجرت ملايين السوريين من مدنهم وقراهم، إلى جانب قوات النظام السوري والطائرات الروسية التي ألقت #البراميل_المتفجرة على المباني السكنية، بالإضافة إلى القنابل العنقودية والحارقة وكذلك قصف المدنيين بغازات الكلور والسارين.
وتعكس سياسة الأرض المحروقة والتضحية بالموجات البشرية أسلوب تفكير قادة الحرس الثوري، وعلى رأسهم قاسم سليماني، الذين لديهم خبرة الحرب الإيرانية العراقية والذين لا يكترثون بعدد الخسائر البشرية في الحروب، فيقومون بتبرير حجم الخسائر بالدعاية لثقافة الشهادة والتضحية وشعارات الدفاع عن الأمن القومي وإثارة المشاعر الطائفية والقومية لدى الإيرانيين ولدى الشيعة العرب والعرب الموالين لنظام ولاية الفقيه في طهران.
ميليشيا لواء فاطميون
جرائم سليماني وبدأت مسلسل جرائم سليماني في سوريا منذ بداية الثورة السورية السلمية الذي شارك بقمعها من خلال دعم ومساندة وتحريض نظام الأسد على العنف الدموي، حيث فرضت الولايات المتحدة العقوبات على سليماني في 18 مايو/أيار 2011 مع رئيس النظام السوري #بشار_الأسد وغيره من كبار المسؤولين السوريين بسبب تورطه في تقديم دعم مادي للحكومة السورية، حيث صنفته الولايات المتحدة كإرهابي معروف ولا يحق لأي مواطن أميركي التعامل الاقتصادي معه.
وفي 24 يونيو 2011، وضع الاتحاد الأوروبي أسماء كل من قائد فيلق القدس قاسم سليماني والقائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري وحسين طائب مدير مخابرات الحرس الثوري في قائمة العقوبات، لتوفيرهم أدوات للجيش السوري لغرض قمع الثورة السورية.
كما أدرجت الحكومة السويسرية أيضاً اسمه على لائحة العقوبات في سبتمبر 2011 بناء على الأسباب التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي.
وأدرجت الأمم المتحدة اسم سليماني في القرار رقم 1747 في أغسطس/آب 2012 بقائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار بسبب تزويد النظام السوري بالأسلحة من إيران وكذلك التدخل العسكري ميدانياً ولوجستياً ومادياً.
شارك قائد فيلق القدس الإيراني منذ عام 2012 في إدارة تدخل الحرس الثوري و #حزب_الله اللبناني وميليشيات عراقية في معارك سوريا خاصة معركة القصير في محافظة حمص بسوريا، وأشرف عليها بنفسه وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو 2013.
كما شارك بنفسه في عدة معارك، منها في ريفي اللاذقية وحلب وأشرف على عدة عمليات كانت آخرها معارك حلب التي أدت إلى تهجير قسري لمئات الآلاف من السوريين ويشرف سليماني حالياً على عمليات تغيير ديمغرافي في حلب وسائر المحافظات السورية التي تدور فيها رحى الحرب.
جلب إلى سوريا حوالي 70 ألف من الميليشيات الطائفية العراقية والأفغانية والباكستانية واللبنانية والتي لعبت دوراً أساسياً في تحويل ثورة الشعب السوري إلى صراع طائفي لصالح توسيع النفوذ الإيراني.
الجنرال محمد علي فلكي الذي أعلن تشكيل جيش التحرير الشيعي
...
937
0