
فتحت قضية انسحاب النائب الأول للرئيس الإيراني والمرشح للانتخابات، #إسحاق_جهانغيري، من #السباق_الرئاسي لصالح حليفه الرئيس حسن #روحاني، وقبله انسحاب عمدة طهران، #محمد_باقر_قاليباف، لصالح المتشدد #ابراهيم_رئيسي، الباب حول خيار المرشد بين المرشحين النهائيين، للفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الجمعة المقبل.
وسيجعل انسحاب هذين المرشحين #المنافسة حاسمة وقوية بين القطبين حسن روحاني، المدعوم من #الإصلاحيين والمعتدلين، وإبراهيم رئيسي، المدعوم من التيارات المحافظة والمتشددة والتي هي بدورها مدعومة من قبل المرشد الأعلى علي #خامنئي.
وبالنسبة للمرشحين الآخرين وهما مصطفى مير سليم، ومصطفى هاشمي طبا، فمن المرجح سحب ترشيحهما من السباق الرئاسي بسبب عدم تمكنهما من المنافسة وضعف قاعدتهما الشعبية.
ابراهيم رئيسي والمرشد الإيراني علي خامنئي
خامنئي بين رئيسي وروحاني وبهذا الخيار سيكون خامنئي بين نارين، نار دعم رجله في القضاء ومجلس خبراء القيادة، ابراهيم رئيسي، الملقب بـ "آية الله الإعدامات" لعضويته في "لجنة الموت" التي أعدمت آلاف السجناء السياسيين عام 1988، والذي يريد تأسيس حكومة ثورية بشعارات متشددة، وبين روحاني الذي يحتاجه لاستمرار #الاتفاق_النووي المبرم بين إيران ودول 5+1 " واكتمال رفع العقوبات وإنهاء عزلة طهران الدولية في ظل الظروف المضطربة في المنطقة.
وأطلق رئيسي شعار تشكيل حكومة "العمل والكرامة" وتوفير فرص العمل للشباب ومكافحة #الفساد من أجل اقتصاد مزدهر"، مقابل روحاني الذي وعد برفع كامل #العقوبات من خلال المزيد من #الانفتاح على العالم واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
وانتقد رئيسي خلال كلمة له أمام أنصاره في طهران، الثلاثاء، حكومة روحاني قائلاً إنها "حاولت أن تفتش عن حل للأزمات خارج الحدود في حين أن الحل هو بين أيدي الشعب الإيراني"، على حد تعبيره.
من جهتهم، يرى الإصلاحيون أن فرص فوز روحاني بولاية ثانية مضمونة، لأن لا خيار للنظام سوى إعادة انتخابه، وأن اختيار مرشح متشدد يعني عودة العقوبات و #العزلة_الدولية على إيران، كما صرح قائد التيار الإصلاحي، الرئيس الايراني الأسبق، #محمد_خاتمي، في معرض دعمه لروحاني.
كما يعتبرون أن رئيسي حتى لو لم يفز بالانتخابات، سيكون قد فرض زعامته على التيار المتشدد وعلى المحافظين عامة، والذين يهيمنون على أغلب مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار في البلاد، مشيرين إلى أن ذلك سيزيد من حظوظه لخلافة خامنئي لمنصب في المستقبل.
المرشد الإيراني علي خامنئي مع الرئيس حسن روحاني
خيار الشعب بين السيئ والأسوأ هذا بينما يرى الكثير من الإيرانيين أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية تعد خياراً بين السيئ والأسوأ، لأن هذه الانتخابات تفتقر لأدنى معايير النزاهة والشفافية والمنافسة الديمقراطية لأن المرشحين قدموا جميعاً من داخل الطغمة الحاكمة.
غير أن هناك من يظن بأن المشاركة بحد ذاتها تعتبر اختباراً لشرعية النظام وإضفاء الطابع القانوني على شرعية رئيس الجمهورية الذي يرأس السلطة التنفيذية في البلاد فقط، في حال ارتفعت نسبة المشاركة في صناديق الاقتراع.
ويعتقد الكثيرون بأن فوز أي من المرشحين لن يغير في سياسات النظام الإقليمية والدولية بل ستؤدي المشاركة إلى تعزيز دعم طهران للأنشطة الإرهابية في المنطقة، مع تمكين قوات #الحرس_الثوري الإيراني من النفوذ في بلدان المنطقة بشكل أكبر.
كذلك هناك من يعتبر أن منافسة التيارين تأتي في إطار الاختلافات حول كيفية الحفاظ على النظام وليس التغيير نحو #التنمية و #الديمقراطية والدولة المسالمة مع شعبها وجيرانها.
المرشد المريض بالإضافة إلى الأسباب آنفة الذكر، يلعب مرض المرشد الإيراني دوراً هاماً في دعمه لرئيسي، حيث يعتبره أكثر المقربين التزاماً بمبادئ النظام ومن أكثر الشخصيات حفظاً لأسراره، كما صرح رئيسي نفسه خلال الحملة الانتخابية.
وفي هذا السياق، كان رئيس إيران المعزول في عام 1981، أبوالحسن بني صدر، والذي يعيش بالمنفى في باريس، قد كشف في 15 نيسان/إبريل الماضي، عن وجود رسالة أرسلت من قبل جهات داخل النظام الإيراني إلى الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، طالبته بالتريث بفرض عقوبات جديدة حتى وفاة خامنئي لكي يتم الإتيان بمرشد "معتدل" من بعده.
وقال بني صدر، في مقابلة مع موقع "إيران واير" المعارض، إنه "تلقى معلومات من داخل إيران بأن خامنئي، يمر بوضع صحي حرج، وهو على وشك الموت بسبب تفشي المرض، وإن هناك من سرب للرئيس الأميركي رسالة بهذا الخصوص"، مرجحا أن تكون واشنطن قد قامت بتأجيل العقوبات الجديدة ضد طهران لهذا السبب.
وأضاف: "أنا أرى أن هذه المعلومات صحيحة، لأن #الكونغرس الأميركي أجّل العقوبات إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وهذه الرسالة تشبه التي وُجهت في أواخر حياة #الخميني إلى الرئيس ريغان".
...
385
0