• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

إن كان #الحزن أحد صنوف العذاب الإنساني، فلا أقسى من أحزان الفراق على #البشر، ولا أشد وقعاً على النفس من فقد المرء لفلذة كبده ومهجة فؤاده، فالحزن هنا يقيم سرادقه الأبدي بين الضلوع، والمأتم ناره لا تنطفئ تكوي القلب في كل ذكرى عابرة أو مناسبة نتحسس فيها بأيدينا دمية أو ثوبا أو بروازا لصورة تمنينا أن تنطق أو حتى تبتسم.
ويأبى الجانب الموجوع من الذاكرة إلا أن يسرقنا لحظات من الواقع ليعيدنا إلى عطره وضحكته وركضته وهو فاتح ذراعيه يهتف.
.
بابا .
.
ماما وأنت تخشى في كل مرة أن يتعثر فيسقط قلبك معه.
.
وعندما تهال عليه التراب تتمنى لو كان يزهر مجدداً فتقطفه وتضمه إلى حضنك.
دموع وأحاسيس مريرة "لا شيء اليوم يواسي قلب أبيك يا عمري، فقدت البهجة منذ رحيلك، سامحني إن بكيت فقلبي ينتحب يا "علي"، أريد أن أخبرك بأن أمك منذ 4 أشهر تدخل غرفتك، وتجلس في سريرك وتقرأ قصتك المفضلة وقبل أن تغادر تقفل ستارتك حتى لا يزعجك ضوء الشمس، ثم تقبّل مخدتك، وفي أحيان تتلوى وهي تشمّك في ملائتك البيضاء".
أبو علي الذي فقد ابنه بعد إصابته بمرض جيني أرهقه منذ سن مبكرة تحدث لـ"العربية.
نت" بلغة الدموع فأبكانا معه، يقول: "ابني يبلغ من العمر 8 أعوام، رحل عن دنيانا فرحلت معه ابتسامتي وابتسامة أمه، منذ رحيله إلى اليوم عندما ندخل إلى غرفته نشعر في أحيان أنه موجود ولكنه يختبئ كعادته حتى نبحث عنه خلف الستارة أو تحت الطاولة".
وتابع: "اعذرني.
.
فشعور الفقد مرير، وما أقاسيه منذ رحيل بهجة البيت إلى اليوم لا يوصف، فأنا أدعو الله أن يصبرني وأمه على فراقه، فذكراه نعيشها يومياً".
أخرج أبو علي جواله من جيبه وقلّب بعض الصور، وأشر على صورة "وعدته بهذه اللعبة إذا تحسنت حالته الصحية"، سكت قليلاً وقال بصوت تبلله الدموع:" ليتني مت قبلك يا علي".
الغرق أثناء رحلة بحرية.
.
واستشهاد لأجل الوطن ومن بين #القصص_المؤثرة تبرز قصة العم سليمان الذي بدا محتسباً صابراً بعد أن فقد اثنين من أبنائه في غضون عام، أحدهما #مات #غرقاً في نزهة بحرية والآخر استشهد عندما كان في #مهمة #عسكرية، العم سليمان يعتصر ألماً حتى وإن بدا متماسكاً أثناء حديثه عنهما، يقول: "بعض المشاعر لا يمكن وصفها وليست هناك مفردات تكفي للتعبير عنها، إبراهيم ابني غرق في البحر العام الماضي، أحتسبه عند الله شهيداً، لم أصدق نفسي أنه مات إلى أن رأيت جثمانه في الإسعاف".
وأضاف: "عامر استشهد أيضاً وهو يدافع عن هذا الوطن وفي ذلك فخر وعزة لنا جميعاً"، مبيناً أن الأب والأم عندما يفقدان ابناً لهما أياً كان السبب فإنهما يموتان ببطء، وزاد في حديثه البليغ : "مازلت أشم تراب قبريهما في كفي، أتعبني الحنين إلى صوتيهما، أعرف لو أنهما موجودان الآن سيقبلان يداي ورأسي".
حادث مروري وفي نفس اتجاهات الألم هذا محمد عبدالله ستيني فقد ابنه فهد في #حادث_مروري ذكر أنه كان يرسم أحلامه فيما تبقى من عمره على ابنه وساعده الأيمن "فهد" الذي كان يعيش أجمل أيامه العمرية في المرحلة الجامعية، يقول أبو فهد: "جاءني اتصال من المرور في الليل أن فهد سوى حادث، ونقلوه للمدينة الطبية، أخذت أمه ووحدة من البنات وطلعنا للمستشفى".
وتابع: "وصلنا الطوارئ كان فيه دكتور رفض نشوفه، وعندما أصررت دخلت غرفة العناية الفائقة، حاولت أتمالك نفسي ما قدرت"، مبيناً أن أم فهد عندما رأته من بعيد والأطباء حوله بكت ثم انهارت وأغمي عليها.
مضيفاً: "الأحداث كانت متسارعة، قال لي الدكتور حاولنا ننعش قلبه وفشلنا، وعزاني ومشى، طاحت عصاي من يدي، وحسيت أنها تكسرت ضلوعي لحظتها.
.
المهم ما قويت أوقف جلست في الممر مدري ما حسيت بنفسي، ولا شعورياً نزلت دموعي وجاء نسيبي وأخوي شالوني"، وبين العم محمد عبدالله أن ابنه فهد كان باراً به، يتفقده كل ليلة في غرفته لقياس الضغط والسكري، يقول أبو فهد: "عندما رأيته محمولاً على الأكتاف، لا شعورياً عادت بي الذاكرة إلى أول يوم له في المدرسة كان يمسك طرف ثوبي ويصيح بصوت عالٍ يبه خلك معاي" ثم تمتم بصوت خافت: "الدنيا فانية.
.
الدنيا فانية".
"تجنبوا التهور والجوال" أم فهد التي تفطّر قلبها كمداً على ابنها تتوجد على ذكراه واصفة حياتها وحياة بناتها من بعده ناقصة.
.
تقول: "كنت ناوية أزوجه وأشوف عياله، وكان يقول لي يمّه إذا جاتني بنت انتي تسميها، وإذا جاني ولد أبوي يسميه"، مضيفة: "الله يعوضه بشبابه في الجنة، حياتنا من عقبك ياولدي ماهي حياة"، مقدمة نصيحتها للشباب بعدم التهور والسرعة أو الانشغال بالجوال أثناء القيادة، لأنهم يجرون حسرة مزمنة على قلوب أهاليهم، بحسب وصفها حال وقوعهم في مكروه.
وتعتبر #مشاعر #الآباء تجاه #الأبناء من أصدق المشاعر والأحاسيس، كونها تأتي بالفطرة وروح الأبوة، ويتذكر #السعوديون في هذا السياق الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام في إبريل العام الماضي عن الشاعر عبدالرحمن الحربي من مدينة #الرس (380 كلم شمال #الرياض) الذي رثى ولده حمدان بأبيات قال فيها: أدق لي رقمٍ وراعيه مدفون حسبت جواله ليا دق يوحيه ما أقول لا صاحي ولا أقول مجنون اقول ملهوفٍ على صوت راعيه ما في عيوني غير زوله بها الكون وصوته يناديني وانا أقول لبيه حيث نشر القصيدة كنوع من التعبير عن مشاعره الدفينة ولكن ما كان في قلبه الدامي أنكى وأبلغ وكان مؤسفاً أن تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية ببالغ الحزن نبأ وفاة الأب بعد ابنه بشهرين.
...

سجل تعليقك الأن على المقال