• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

"لم أكن أتخيل نفسي أن انتقل من ناقل وصانع للحدث وكاتبه إلى الحدث نفسه".
.
بهذه الجملة أوضح #الصحافي #بدر_القحطاني المحرر السياسي بصحيفة "الشرق الأوسط" و #السعودي الوحيد الذي كان متواجداً بالهجوم على #البرلمان_البريطاني لـ"العربية.
نت" تفاصيل #الهجوم_الإرهابي الذي وقع في لندن.
وتحدث القحطاني عن اللحظات التي عايشها خلال الـ 8 ساعات، وهي مدة احتجازهم بالبرلمان، واصفا إياها باللحظات التي لا تخلو من الخوف والتوتر، وأيضا مراقبة الآخرين عن كثب.
في البداية، كنا بغرفة من غرف مجلس اللوردات، وهي إحدى غرف القصر الـ1200 غرفة.
بعد جولة بدأت الساعة التاسعة صباحاً وانتهت عند الثانية ظهرا، وبعد الغداء انتظرنا اجتماعنا مع أحد اللوردات، وكان يمهد لنا الجلسة التي ستعقد الساعة الثالثة، وبدأ الهجوم عند 2:45 دقيقة، وبدأت الأخبار تتناقل، في حين كنا نستمع لصوت #الرصاص الذي كان يأتينا على صوت مفرقعات، وكان اللورد يطمئنا بأن هذا الموضوع عادي، وهذا الأمر يحصل أحيانا، وبعد أقل من خمس دقائق بدأت الاتصالات ترد للصحافيين المتواجدين ويتبعون لوكالات أنباء دولية، وكان هناك وفد صحافي قوامه 15 صحافية وصحافياً من جملة وسائل ووكالات أنباء، من اليابان، والأرجنتين، وحتى البرازيل، مروراً بروسيا وتركيا ودول أوروبية أخرى.
وكانت "الشرق الأوسط" مع الوفد الذي نظمت له وزارة الخارجية البريطانية الزيارة التعريفية للبرلمان.
وأضاف القحطاني: "أشعلت الأنباء التي بثتها وكالات الأنباء في البداية فتيل الفضول.
.
سماع صوت مفرقعات خارج مقر البرلمان البريطاني"، تطوَّر الخبر لتتحول الجلسة إلى خلية عمل.
صرخ أحد الصحافيين: "هجوم ودهس على جسر وستمنستر" التقط الحضور أنفاسهم، توقعوا أن الحادث وقع على الجسر وحسب.
عادت الوكالات إلى الاشتعال: "إطلاق نار أمام مبنى البرلمان البريطاني، وحضور كثيف للشرطة".
وقال: "أدرك الجميع أنهم أمام عمل إرهابي.
وعادت الذاكرة إلى أحداث 7/ 7 التي هزت العاصمة البريطانية في عام ٢٠٠٥.
أنباء من داخل القصر العتيد: "التزموا أماكنكم.
لا تغادروا مواقعكم رجاء، جاء صوت رجل أمن من بعيد".
وأضاف: "استغرقت العملية نحو 40 دقيقة.
عاد الصوت ولكن قريباً هذه المرة: "نرجو الخروج، واتبعوا التعليمات رجاء".
وتابع: "توجهت الجموع إلى باحة المبنى الخلفية، وهناك بدأت المشاعر المختلطة بالظهور، وبأسلوب مبالغ".
وتابع "بالفعل كان هناك هجوم، وطلب منا الأمن البقاء في أماكننا، وبعد 40 دقيقة تقريبا، كنا في حيرة كيف نتعامل مع الهجوم، وأيضا كيف نغطي الحدث".
وأوضح القحطاني: "انقسمنا إلى مجموعتين: المجموعة الأولى أخذوها للساحة الخلفية للقصر، والمجموعة الثانية لا أتذكر تحديدا إلى أين كانت وجهتها، وأثناء خروجنا كانت الممرات ممتلئة برجال مكافحة الإرهاب والشرطة السرية، وكل الفرق الأمنية التابعة للداخلية البريطانية.
جثة هامدة على بعد أمتار من جثة إرهابي وأشار إلى أنه على بعد أقدام من أولى الباحات التي وجه الأمن جميع الحضور بالانتقال إليها، كانت هناك #جثة هامدة على بعد أمتار من جثة إرهابي تم الإعلان لاحقاً أنه يسمى خالد مسعود.
ومئات أوصدت الأبواب أمام خروجهم.
وتابع القحطاني: "مكثنا لمدة ساعة ونصف الساعة بالساحة الخلفية، ثم بدأ المتواجدون بالتصوير والإرسال على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أزعج رجال الأمن، فاضطرهم إلى نقلنا لموقع آخر داخل البرلمان، حتى تكون أكثر أمانا، وكان تخطيط الشرطة بقاء المتواجدين بأماكنهم حتى يتم تأمين الممرات، لأنهم كانوا يتوقعون وجود مهاجم آخر داخل المبنى، فكان بين كل رجل أمن والآخر متر أو متران بالكثير، وبعد تأمين القاعة الرئيسية للقصر تم نقلنا إليها، ومكثنا فيها أيضا ما يقارب من الساعتين، وبعدها بدأوا بتجهيز كراسي بالجهة المقابلة، وامتلأت القاعات بالمحتجزين، والذين وصل عددهم لقرابة 2000 شخص، منهم من هم بالبرلمان، وأعضاء بمجلس اللوردات، وموظفون داخل البرلمان، ومواطنون جاؤوا ليروا ممثليهم بالبرلمان، وأيضا في مجلس اللوردات كانت هناك جلسة مهمة، حيث كان من المتوقع حضور عدد كبير من المسؤولين، وبحلول الساعة الخامسة من بداية الحدث عرفت التفاصيل أن هناك شخصا قتل، وهنالك #قتلى و #مصابون، وكانت الأخبار تأتينا بالغالب من الخارج، فكانت حالة الرعب تزداد".
فأصبحت الجهات الأمنية تخبرنا التفاصيل أولا بأول، وبقينا بالقاعة إلى الساعة 8 مساء، بعدها بدأوا بعملية إخلائنا، وقبل الخروج بعد ساعات انتظار.
كان من اللافت أن كبار الشخصيات لم يعاملوا بأي نوع من معاملة كبار الشخصيات، الوزراء واللوردات وعمال المطبخ والزوار كانوا في الصف نفسه، وتم التحقيق معهم جميعاً.
بكل هدوء وزع المحققون أوراقاً، وسألوا إن كان كل شخص لا يمانع مشاركة معلوماته في جهات التحقيق، أعقبت ذلك ابتسامة، وورقة دوِّنت فيها وسائل الاتصال بكل ما قد يفيد #التحقيقات.
خوف.
.
رهبة ومصير مجهول وعن مشاعره وكيف تصرف في هذا الموقف قال: "بالنسبة لي كنت خائفا، فالمكان له رهبة، وأيضا لم أكن أعلم ما هو مصيرنا، وهل سيربطون تواجدنا بالحدث أو لا؟ هل سيكون فيه اغتيال سياسي أو لا؟ هل سنكون مستهدفين بحكم أننا صحافيون وناقلون للحدث أو لا؟".
وقال القحطاني: "أسئلة كثيرة كانت تدور برأسي، وبمجرد ما عرفنا بوجود حدث إرهابي، عادة لا يخرج أحد إلا بعد مدة طويلة من التحقيقات.
ولكن الموضوع كان بغاية من السلاسة، وكانت جميع الإجابات بنعم ولا".
وأكد القحطاني أنه بعد خروجه من البرلمان اتصل بوالدته وطمأنها، وبعدها وضع هاتفه بجيبه، وخرج لمرحلة جديدة، وهي تأمين الوصول للمنزل، وكانت تجربة غريبة.
وتابع: "كانت لدي صور، ورفضت نشرها أولا، لأنها مخالفة للقانون، وأيضا قد تساعد أحدا داخل المبنى، وتشوش على الشرطة، فالمسألة ليست مجرد أنني صحافي وأريد كسب عدد من المتابعين بتويتر، بل الموضوع تسجيل موقف آمن ومسؤولية".
الهجوم أفسد المخطط ونوه: "كنت حزينا جدا لوجود الإصابات والوفيات، حتى إنني حزين من أجل أحد رجال الأمن الذي قابلني في الصباح ببشاشة.
وقال لي إذا كنت تحمل شيئا من هذه المحظورات فعد إلى منزلك، فتبادلنا الحديث اللطيف والضحك مع بعض، وبالعادة البريطانيون لا يكونون بمزاج حسن في الصباح، وأتمنى ألا يكون هو الشرطي الذي قتل بالهجوم".
في ذلك اليوم لم يكن يخطط لشيء يذكر بعد خروجه المتوقع من البرلمان سوى الاجتماع مع أصدقائه، لتناول وجبة العشاء معا، إلا أن الهجوم أفسد هذا المخطط.
 
...

سجل تعليقك الأن على المقال