• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

قالت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية في تقرير إن السلطات الفرنسية رحّلت يوم الجمعة الماضي مواطنًا روسيا من أصل شيشاني للاشتباه في صلته بدوائر متطرفة.
وتؤكد وزارة الداخلية الفرنسية أنه رجل "معروف بصلاته الطويلة مع الحركة الإسلامية وحركة الجهاد الدولي".
وتشتبه وزارة الداخلية الفرنسية في أن يكون ماغوميد غداييف، معارض الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، متشددا إسلاميا.
وبالنسبة لمحامي ماغوميد والعديد من المنظمات غير الحكومية، فإن عودته إلى روسيا تعرّض حياته للخطر.
ولكن غداييف معروف في روسيا بأنه معارض للرئيس الشيشاني رمضان قديروف.
أستدعِي ماغوميد غداييف بصفة خاصة باعتباره شاهدًا في قضية مثيرة للجدل حول ممارسات التعذيب التي ارتكبها النظام في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
من جانبه، دحض المحامي الخاص به أرنو تولوز مزاعم التطرف الموجهة لموكله، مؤكدا أن "حياته ستكون مهددة في روسيا".
رُحّل غداييف يوم الجمعة من فرنسا حوالي الساعة 9:30 صباحا من مطار باريس شارل ديغول على متن طائرة متجهة إلى موسكو.
وقد احتجزته الأجهزة الأمنية الروسية فور وصوله في حدود منتصف النهار لعدة ساعات.
وفقا للمعلومات التي تحصلت عليها صحيفة لوموند، لم يكن بإمكان غداييف مغادرة المطار إلا بحلول الليل، لكن الإفراج عنه لم يبدد مخاوف أقاربه والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يخشون على حياته طالما أنه موجود على الأراضي الروسية، بحسب الصحيفة الفرنسية.
علّقت منظمة العفو الدولية على هذه الحادثة في بيان جاء فيه أن "ترحيل السلطات الفرنسية السيد ماغوميد غداييف ينتهك بشكل صارخ مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر بشكل مطلق إعادة أي شخص إلى إقليم دولة يشكّل خطرا على حياته".
كما تناشد المنظمة غير الحكومية ومحامي غداييف الرئيس إيمانويل ماكرون السماح بعودة غداييف إلى فرنسا.
وتعكس وضعية ماغوميد غداييف رغبة باريس في تصعيد عمليات ترحيل المواطنين الروس القادمين من الشيشان.
ولعل ذلك ما أكّده التصريح الذي أدلى به وزير الداخلية جيرالد دارمانان بعد اغتيال أستاذ التاريخ والجغرافيا صموئيل باتي يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020 من قبل لاجئ شاب من الشيشان.
منذ يناير/كانون الثاني 2019، كانت السلطات الفرنسية ترغب في ترحيل المعارض غداييف من فرنسا، سواء إلى بولندا أو روسيا، إلا أن السلطات البولندية رفضت ذلك، موضحة أنها سحبت منه حق اللجوء على أراضيها.
وتعتقد السلطات الفرنسية أن غداييف معروف بنشاطه في الحركة الإسلامية الشيشانية، كما سافر إلى بلجيكا في عدة مناسبات إلى منزل فرد ينتمي أيضًا إلى الحركة الشيشانية الراديكالية ويشتبه في أنه يترأس شبكة لتجنيد الشباب المسلمين الذين يذهبون إلى العراق وسوريا.
ثم إن غداييف متهم بارتكاب أعمال عنف مختلفة.
وقعت عدة اغتيالات في السنوات الأخيرة على أراضي الاتحاد الأوروبي، ولا يخفي الزعيم الشيشاني رغبته في مطاردة خصومه هناك.
وحسب مواطن شيشاني يعيش في فرنسا منذ سنة 2003 طلب عدم الكشف عن هويته، "سيستخدم نظام قديروف غداييف كأداة لترهيب الذين يعيشون في أوروبا ليؤكد لهم أنهم لا يستطيعون الهرب منه"، بحسب لوموند.
يشير المدافعون عن حقوق الإنسان إلى مصير العديد من الشيشانيين الذين رُحّلوا من فرنسا أو ألمانيا، حيث اتهم بعضهم بقضايا جنائية مختلفة بينما لا يزال آخرون في عداد المفقودين مثل إلياس سادولاييف الذي رُحّل من فرنسا يوم 12 مارس/آذار الماضي، أو ليزي أرتسويف الذي رُحل في الخامس من أبريل/نيسان الجاري، أو نورماغوميد مموشيف الذي رُحّل من ألمانيا.
أثار خبر ترحيل ماغوميد غداييف ردود فعل قوية في روسيا، إذ يدرك المدافعون عن حقوق الإنسان أن ذراع قديروف تمتد إلى ما هو أبعد من الشيشان.
واحتجاجًا على ما حدث، أعربت الصحفية إيلينا ميلاتشينا، التي تغطّي أحداث القوقاز في صحيفة "نوفايا غازيتا" (novayagazeta) منذ وفاة آنا بوليتكوفسكايا، إلى نيتها "إعادة" الجائزة الفرنسية الألمانية "لحقوق الإنسان وسيادة القانون" التي حصلت عليها في سنة 2017.
تقول منظمات حقوقية وحكومات غربية إن سلطات الشيشان تقمع المعارضين السياسيين وتمارس التمييز ضد المرأة وتضطهد الأقليات، وهي اتهامات ينفيها جميعا الزعماء.
وصفت منظمة العفو الدولية الهجوم قبل يومين على ناشطتين روسيتين في مجال حقوق الإنسان في الشيشان بأنه مروع ووقح، ودعت للتحقيق في الحادث.
أُجبر شاب في روسيا على التعري من ملابسه و”اغتصاب نفسه” في فيديو “اعتذار” مروع بعد أن تجرأ على انتقاد النظام على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك وفقا لخبر نشره موقع ديلي بيست.
قالت مفوضة مجلس أوروبا لشؤون الشيشان دنيا مياتوفيتش إن الشهادات المروعة التي كشفت عنها صحيفة نوفايا غازيتا (الاستقصائية الروسية) يجب أن يتم إجراء تحقيق فيها، ومحاكمة المتورطين.
...

سجل تعليقك الأن على المقال