الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قال إن الحلف لا يريد اتخاذ قرار متسرع بشأن الانسحاب من أفغانستان
ذكر متحدث باسم الرئاسة الأفغانية أن الرئيس أشرف غني اقترح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة من أجل تحقيق السلام في البلاد، فيما قالت بريطانيا إنها وأميركا لن تسحبا قواتهما من أفغانستان في 1 مايو/أيار المقبل قبل التوصل إلى اتفاق سلام.
وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية بأن الرئيس غني لم يرفض الخطة الأميركية بشأن السلام في أفغانستان والقاضية بتشكيل حكومة انتقالية، وأنه قدم في المقابل اقتراحا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تكون بمثابة خريطة طريق للتوصل إلى السلام في البلاد.
وكان مصدر في لجنة المصالحة الأفغانية أفاد بأن المقترح الأميركي بشأن تشكيل حكومة انتقالية سيكون ضمن أجندة اجتماع تركيا الخاص بالسلام في أفغانستان المزمع عقده في أبريل/نيسان المقبل.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين حكوميين بارزين في كابل أن الرئيس أشرف غني سيقترح إجراء انتخابات رئاسية خلال 6 أشهر كبديل لمقترح أميركي يرفضه، وهو إحلال حكومة مؤقتة محل الحكومة المنتخبة حاليا.
وقال مسؤول حكومي بارز -طلب عدم نشر اسمه- إن "الاقتراح البديل الذي سنقدمه في اجتماع إسطنبول سيكون الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة إذا وافقت طالبان على وقف لإطلاق النار".
وقال مسؤول آخر في الحكومة الأفغانية "لن يوافق الرئيس أبدا على التنحي جانبا، ويجب أن تتشكل أي حكومة في المستقبل عبر عملية ديمقراطية وليس باتفاق سياسي".
وذكر مسؤولون أفغان أن خطة الرئيس غني البديلة تتضمن أن تطلب حكومته من الأمم المتحدة مراقبة الانتخابات الجديدة عن كثب لضمان قبول جميع الأطراف لها.
ويأتي هذا المقترح من الرئيس الأفغاني قبل أسابيع قليلة من موعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، والذي اتفقت بشأنه الولايات المتحدة مع حركة طالبان العام الماضي لإنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها.
وفي هذا السياق، قال وزير الدولة للقوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن القوات الأميركية والبريطانية لن تنسحب من أفغانستان في 1 مايو/أيار المقبل ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام، في حين لم يتخذ حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) قرارا بعد بشأن الانسحاب.
لكن الوزير البريطاني كشف للجزيرة أن هذا الموعد لا يزال قائما، لكنه مشروط بتوفر ما وصفها بالظروف المناسبة.
بدوره، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف لا يريد اتخاذ قرار متسرع بشأن الانسحاب من أفغانستان، ويجب تنسيق مواقف أعضاء الحلف.
وأضاف ستولتنبرغ أنه لم يتخذ قرارا بعد بخصوص وجود القوات الدولية في أفغانستان "وننتظر التطورات على الأرض".
وكان الأمين العام للناتو أشار إلى أن محادثات السلام في أفغانستان قد تكون هشة، ولكنها السبيل الوحيد لتسوية دائمة في البلاد.
ودعا ستولتنبرغ -خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن- إلى إشراك جميع اللاعبين السياسيين في المنطقة بعملية التفاوض.
بالمقابل، قال محمد نعيم الناطق باسم المكتب السياسي لحركة طالبان عضو وفد الحركة إلى المفاوضات إنه لا يوجد هناك موقف أو إعلان رسمي فيما يتعلق بعدم انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان مع بداية مايو/أيار المقبل.
وأوضح نعيم -خلال نشرة سابقة للجزيرة- أن موضوع انسحاب القوات الأجنبية حُسم في اتفاق الدوحة، وأن الحركة ملتزمة بذلك، وحذر من أن نقض الطرف الآخر للاتفاق سيؤدي إلى مشاكل.
وتعاني أفغانستان حربا مدمرة منذ عام 2001، وذلك حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان بتهمة ارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
قال مصدر في لجنة المصالحة الأفغانية للجزيرة إن “اللجنة تعتبر البند المتعلق بتشكيل حكومة انتقالية، الوارد بالخطة الأميركية لإحلال السلام مثيراً للجدل، وإنها تؤيد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة”.
قال وزير الدولة للقوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي إن القوات الأميركية والبريطانية لن تنسحب من أفغانستان في الأول من مايو/أيار المقبل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام.
قال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي إن زيارة وزير الدفاع إلى أفغانستان تؤكد أهمية موعد الانسحاب في مطلع مايو/أيار، لكنه رأى أن هذا الموعد غير واقعي، مطالبا بتطوير خطة خروج مسؤولة.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الوقت قد يكون قصيرا بخصوص الانسحاب في الوقت المحدد من أفغانستان، في حين شدد الأمين العام للناتو على أن هناك مفاوضات تمثل قاعدة لتحقيق السلام في أفغانستان.
...
356
0