
حذر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (FBI) الشركات من إمكانية قيام جهات خبيثة بالاستفادة من المحتوى التركيبي لتقنيات التزييف العميق في هجمات سيبرانية في غضون 12 إلى 18 شهرًا القادمة.
ويجادل المكتب بأنه يمكن استخدام التزييف العميق للتأثير على العمليات السياسية والشركات، جاء هذا التحذير في إشعار الصناعة الخاصة والمعروف اختصارا "بن" (PIN) الذي تم إرساله إلى الشركات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
هذا التحذير يعد الأول الذي يتعلق بتكنولوجيا التزييف العميق، وهو عبارة عن جمع عدة وسائط بواسطة الذكاء الاصطناعي أو التعلم الآلي، ويأتي وسط وعي متزايد بالانتشار السريع والأخطار المحتملة للتضليل عبر المصادر الإعلامية التي تحرف الحقائق على الأرض.
وصورت مقاطع الفيديو المزيفة للممثل الشهير توم كروز فيما بدا أنه يلعب الجولف، ويمشي في متجر، ويؤدي خدعة سحرية.
وسرعان ما انتشرت مقاطع الفيديو بسرعة، مما يشير إلى وصول عصر ما يسميه مكتب التحقيقات الفدرالي "عمليات تزوير لا تشوبها شائبة".
ومع ذلك، وفي الوقت الذي نعيش في عالم يمكن لأي شخص التعامل مع تقنية التزييف العميق، فإن عملية تنظيم برامج تشغيل الذكاء الاصطناعي المتطورة والمتخصصة أكثر صعوبة مما تبدو عليه.
ويعتقد كريس أوم، ومطور العديد من مقاطع فيديو توم كروز، ومتخصص في تقنيات السينما، أن تهديد التزييف العميق مبالغ فيه.
وقال أوم في تقرير لموقع ذي فيرج The Verge "لا يمكنك القيام بذلك بمجرد الضغط على زر" وأضاف "هذه مهمة، هذه رسالة أريد أن أخبر الناس بها".
وحسب هذا المتخصص فإن مقاطع التزييف العميق لتوم كروز استغرقت أسابيع من العمل، باستخدام خوارزمية ديب فيس لاب (Deep Face Lab) مفتوحة المصدر جنبًا إلى جنب مع أدوات تحرير الفيديو الأخرى الأكثر شيوعًا.
ولكن مكتب التحقيقات الفدرالي لا يوافق على ما يقوله أوم.
فوفقًا لإخطار الوكالة، تستخدم الجهات الأجنبية بالفعل محتوى تركيبيًا في حملات التأثير.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد المكتب أن وسائل الإعلام المدعومة بالذكاء الاصطناعي ذات الأهداف المضللة ستستخدم بشكل متزايد من قبل "الجهات السيبرانية الأجنبية والإجرامية في جرائم التصيد والهندسة الاجتماعية".
والمقصود بالتصيد الرمزي أنه عندما يرسل شخص مخادع أو ضار رسائل بريد إلكتروني تبدو ظاهريًا أنها من مرسل موثوق به، لتشجيع المستخدم على إرسال معلومات حساسة أو منح حق الوصول إلى الشبكات الخاصة.
وحسب ما يعتقد مكتب التحقيقات الفدرالي فإن "ممثلين" باللغات الروسية والصينية والصينية يستخدمون بالفعل صور ملفات شخصية اصطناعية لإخفاء حسابات مزيفة على الإنترنت ضمن حملات الدعاية الأجنبية.
وقد تظاهر الممثلون -الذين لا تزال أصولهم غير معروفة- بأنهم "صحفيون" -كما يقول المكتب الفدرالي- عبر صور ملفات شخصية مصنعة، ودفعوا بمقالات مزيفة، التقطتها وسائل الإعلام في وقت لاحق ونشرتها.
ثم جادل مكتب التحقيقات بأن الجهات الفاعلة السيبرانية الخبيثة ستفعل أكثر من مجرد حملات دعائية نيابة عن أطراف أجنبية، ولكنها تستخدم أيضًا وسائل الإعلام الاصطناعية والتزييف العميق لشن هجمات على القطاع الخاص.
ابتكر مطورون جزائريون تطبيقا خاصا يمكنه تحريك صور شهداء ثورة التحرير في الجزائر وجعلها تروي سيرتهم وسيرة ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي سنة 1954
يحذر الكثيرون من إمكانية استغلال تقنية “التزييف العميق” في الانتخابات الأميركية المقبلة كونها قد تشكل خطرا حقيقيا يهدد مستقبل المرشحين السياسيين وتقلل فرصهم في الفوز بالانتخابات.
تخيّل أن تكون في اجتماع عمل بواسطة برنامج زوم لإدارة اجتماعات الفيديو، وفجأة يدخل الاجتماعَ إحدى الشخصيات المشهورة مثل إيلون ماسك، فهل يمكن أن تكون هذه الاختراقات نهاية برنامج زوم؟
يتزايد عدد الوجوه المزيفة التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتعطي بعدًا جديدًا للمعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية، علمًا بأنه لا يمكن كشفها بالعين المجردة على مواقع التواصل الاجتماعي.
...
344
0