• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

معظم الناس يرغبون في العودة إلى ديارهم إذا توقف القتال لكن عندما تبدو الظروف المعيشية أفضل في بيئة النزوح يكون القرار أكثر صعوبة نبهت أزمة اللاجئين في عام 2015 الأوروبيين إلى وجود تحركات سكانية غير مسبوقة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ولكن حركة النزوح الداخلي في البلدان التي خرج منها المهاجرون كانت أكبر، حيث ما زالت تؤثر على أكثر من 12 مليون شخص في الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة لاكروا (La Croix) الفرنسية إن المركز الدولي لتقييم النزوح الداخلي نشر تقريرا يوم 15 فبراير/شباط الجاري أوضح فيه أن النزوح الداخلي غيّر التركيبة السكانية للشرق الأوسط على مدى السنوات العشر الماضية، خاصة في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وأوضح المركز -وهو مكتب أنشئ بموجب تفويض من الأمم المتحدة- أن عدد النازحين في أنحاء المنطقة تضاعف 3 مرات منذ عام 2010 عشية "الربيع العربي"، مقدرا عدد النازحين داخليا في المنطقة حتى الآن بنحو 12.
4 مليونا.
وأشار تقرير المركز إلى أن الحرب والإرهاب هما السببان الرئيسيان للنزوح، وذلك لما يسببانه من عنف ضد السكان المدنيين وتدمير للمنازل والبنية التحتية.
وأشار إلى أن تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن عام 2015 أدى إلى أكبر عدد من عمليات النزوح الجديدة في العالم في ذلك العام، حيث نزح 2.
2 مليون في اليمن، حتى وصلت نسبة النازحين داخليا إلى 12% من إجمالي السكان عام 2019.
ومع ذلك، لا تزال سوريا الدولة الأكثر تضررا بهذه الظاهرة، حيث بقي 6.
5 ملايين شخص في عداد النازحين عام 2019، إضافة إلى 5.
6 ملايين لاجئ سوري يعيشون في الخارج.
وتقول ألكسندرا بيلاك مديرة المركز الدولي لتقييم النزوح الداخلي إن "نصف السكان السوريين قبل الحرب نزحوا مرة على الأقل، وبعض العائلات تنقلت 25 مرة في غضون 10 سنوات".
فر السوريون -كما يقول التقرير- من رعب تنظيم الدولة الإسلامية وقصف نظام بشار الأسد الذي عززه القصف الروسي عام 2015، إلى درجة أن مناطق معينة تم تهجيرها كما هو الحال في الرقة "عاصمة" التنظيم السابقة التي فقدت 53% من سكانها، وتلتها منطقة سنجار في إدلب التي يشكل النازحون 70% من سكانها، ولا يزال القتال مستمرا فيها.
وعلى الرغم من تراجع القتال فإن مركز رصد النزوح الداخلي لا يرى إمكانية عودة السوريين إلى مناطقهم الأصلية، ويوضح ذلك فيسنتي أنزيليني رئيس الفريق الذي جمع البيانات من أجل التقرير، قائلا إن "بشار الأسد عندما استعاد السيطرة على سوريا استولى على العديد من المنازل، وربط عودة السوريين بسلسلة من القوانين التي تشكك في حقهم بالملكية، حيث يلزمهم بتقديم الأوراق التي غالبا ما تكون ضاعت خلال 10 سنوات من الحرب الأهلية".
في المقابل، يرى هذا الباحث أن العراق يمكن أن يعتبر "مثالا على الممارسات الجيدة"، حيث تسير عمليات العودة فيه "أفضل بكثير" من غيره، وقد انخفض عدد النازحين داخليا إلى النصف خلال الفترة من 2015 إلى 2019.
وتقول عالمة الأنثروبولوجيا جولييت دوكلوس فالوا إن "هناك إرادة لدى حكومة إقليم كردستان لتشجيع النازحين على العودة إلى ديارهم، خاصة أن بعض المخيمات بدأت تغلق تدريجيا، وأن العديد من المنظمات غير الحكومية تستثمر في إعادة بناء الأماكن التي فر العراقيون منها".
وأشارت الباحثة إلى أن معظم الناس يرغبون في العودة إلى ديارهم إذا توقف القتال، ولكن "عندما تبدو الظروف المعيشية أفضل في بيئة النزوح يكون القرار أكثر صعوبة".
وتنبه جولييت دوكلوس فالوا إلى أن تحركات الناس "تعتمد أيضا على تحديد هويتهم"، حيث "يجد السنة على سبيل المثال صعوبة في العودة إلى ديارهم خشية أن يؤخذوا على أنهم من تنظيم الدولة".
وأشار التقرير إلى أن الحروب -على أهميتها- ليست السبب الوحيد للنزوح على مدى العقد الماضي، بل إن الكوارث الطبيعية كالزلازل والحرائق والعواصف ونحوها أدت هي الأخرى إلى تغيير التركيبة السكانية في الشرق الأوسط، وتسببت وحدها في نزوح 1.
5 مليون شخص داخليا.
ونصف هؤلاء النازحين -كما يقول التقرير- فروا بسبب الفيضانات على وجه الخصوص، ففي إيران مثلا فر نصف مليون شخص من المناطق التي غمرتها الفيضانات عام 2019.
يعيش الناس ظروفا مأساوية بعد تسع سنوات من الثورة السورية، وفي وقت يعتبر فيه النزوح من أكبر المآسي التي يعيشها السكان في مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وحلب يخيم الفقر على شرائح كبيرة بمناطق سيطرة النظام.
تقرير: صهيب الخلف تاريخ البث: 2020/3/16 في ذكرى اليوم العالمي للاجئين لا يزال اليمن يعاني من مشكلة تهجير ونزوح قسري طالت الملايين جراء الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات، وتقول منظمات إغاثية إن عمليات النزوح لا تتوقف بسبب اشتداد المعارك.
محمد الحاج فنان تشكيلي فلسطيني، جسد في لوحاته تجربة النزوح واللجوء، في محاكاة للواقع المرير الذي تعيشه عدد من الدول العربية، ويتطلع إلى أن تصل رسالته الفنية للعالمية.
يعيش الأطفال في سوريا -ولا سيما ضمن مناطق سيطرة المعارضة- ظروفا صعبة، حيث تفتقر مخيمات النزوح إلى البنى التحتية وتعاني نقص المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
...

سجل تعليقك الأن على المقال