انطلقت في ولاية جورجيا جنوبي شرقي الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء جولة انتخابات الإعادة على مقعدي مجلس الشيوخ، وهي معركة ستحدد الطرف المهيمن على المجلس ومستقبل الأجندة التشريعية للرئيس المنتخب جو بايدن.
واكتسبت الانتخابات أهمية كبيرة في ضوء الانقسام الذي تشهده البلاد، وحطمت الأرقام القياسية في عدد الناخبين الذين شاركوا في التصويت المبكر وفي حجم الإنفاق على الحملة الانتخابية.
ويسعى عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان ديفيد بيردو وكيلي لوفلر إلى الحفاظ على مقعديهما في مواجهة منافسيهما الديمقراطيين جون أوسوف ورفائيل وارنوك، وذلك في ولاية مهمة فاز بها بايدن بفارق طفيف في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ومما يشير إلى أهمية السباق أن كلا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس المنتخب جو بايدن شارك في مهرجان انتخابي في الولاية أمس الاثنين لحث أنصاره على التصويت بكثافة في هذه الانتخابات.
من المقرر إغلاق صناديق الاقتراع الساعة 7 مساء الثلاثاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (3 فجر الأربعاء بتوقيت مكة المكرمة)، ولا يمكن البدء في عدّ الأصوات المبكرة قبل ذلك الموعد.
ونظرا إلى كثافة الأصوات المبكرة التي تجاوزت 3 ملايين صوت من أصل 7 ملايين ناخب، والتوقعات بتقارب النتائج بين المتنافسين، فإنه من غير المتوقع أن يُعرف الفائز بنهاية يوم الثلاثاء.
وربما يتطلب الأمر أياما عدة لمعرفة الفائز إذا جاءت النتائج شديدة التقارب في كلا السباقين.
وإذا فاز أحد عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين ديفيد بيردو وكيلي لوفلر أو كلاهما، فسيحتفظ الحزب الجمهوري بأغلبية بسيطة في المجلس بما يتيح له حق الاعتراض على طموحات بايدن.
أما إذا فاز الديمقراطيون بالمقعدين فستتساوى الكفتان (50 مقعدا لكل حزب في المجلس المؤلف من 100 مقعد) وسيكون الصوت الفاصل بين الحزبين لنائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس، وفقا للدستور.
وينافس الديمقراطي جون أوسوف، منتج الأفلام الوثائقية، على مقعد بيردو، في حين ينافس القس رافائيل وارنوك على مقعد لوفلر.
وكان فوز بايدن بأغلبية بسيطة من أصوات الناخبين في جورجيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أول فوز من نوعه لمرشح ديمقراطي للرئاسة على مدى جيل كامل، وقد استكمل هذا الفوز تحول الولاية من معقل للجمهوريين إلى ساحة مفتوحة لمنافسة ضارية.
وقد استغل ترامب مشاركته في حملة انتخابات جورجيا أمس لتكرار مقولته بتزوير الانتخابات الرئاسية ولا سيما في تلك الولاية، وقال "يستحيل أن نكون خسرنا جورجيا".
وجاء ذلك بعد يوم من تسريب مكالمة هاتفية له يضغط فيها على سكرتير ولاية جورجيا لتغيير نتائج الانتخابات بدعوى حصول مخالفات وتزوير في عمليات التصويت والفرز.
كانت ولاية جورجيا آخر الولايات الـ13 المنضمة للاتحاد عند تأسيس الدولة الأميركية عام 1788، واليوم تتأخر جورجيا مرة أخرى عن بقية الولايات الـ50 في حسم التوزيع بمجلس الشيوخ، فكيف نالت هذه المنزلة؟.
تشهد ولاية جورجيا يوم الثلاثاء انتخابات الإعادة على مقعدين في مجلس الشيوخ الأميركي سيحسمان بدورهما السيطرة على المجلس ومصير البرنامج التشريعي للرئيس المنتخب جو بايدن.
دعا نواب ديمقراطيون، منهم تيد ليو وكاثلين رايس، بعد تسريب مكالمة ترامب مع سكرتير ولاية جورجيا، مكتب التحقيق الفدرالي إلى فتح تحقيق جنائي، وأشاروا إلى أن الأدلة على سعيه لتزوير الانتخابات باتت واضحة.
كشف موقع “واشنطن بوست” عن حصوله على تسجيل مكالمة لدونالد ترامب يضغط فيها على سكرتير ولاية جورجيا براد رافينز بيرغر؛ لقلب نتيجة الانتخابات.
...
293
0