• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

يتنقّل عزيز الأسمر كل يوم بين جدران إدلب المدمرة باحثا عن ضالّته لكي يختار من أحد تلك الجدران المتهالكة أرضية للوحته الجديدة، قبل أن يطلق العنان لريشته وألوانه لتجسيد قصة من وحي الأحداث في سوريا والعالم.
وعزيز الأسمر شاب سوري يمتلك موهبة فنية في الرسم كان أتقنها منذ صغره، لكنه لم يحصل يوما على تدريبات أو أي دورات أكاديمية في الرسم، بل تعلم هذا الفن بالوراثة كما يقول، فأبوه يتقن كتابة الخط العربي، وأخواله يحترفون فن الرسم.
منذ أكثر من 5 سنوات قرر عزيز الأسمر (48 عاما) العودة من العاصمة اللبنانية بيروت للمشاركة في الثورة السورية، والوقوف إلى جانب أهله ورفاقه في مدينة بنش بمحافظة إدلب تاركا عمله في دار النشر، الذي قضى فيه أكثر من 20 عاما.
ويقول الأسمر -للجزيرة نت- إن الأمر الطبيعي أن يعود إلى دياره آنذاك، للقيام بواجبه عن طريق الرسم واختيار الجدران المدمرة لتوجيه رسائل إلى العالم عن الثورة السلمية التي واجهها النظام السوري بقصف منازل المدنيين.
ويرى الأسمر أن اختيار الجدران للرسم كان أمرا متعمّدا منه، لأنها توصل الرسائل بشكل أسرع وأقوى، وتشرح قصص إجرام النظام السوري الذي دمّر هذه المنازل وشرّد سكانها وحوّلهم إلى نازحين في المخيمات، فالجدران تلامس وجدان متلقّي الرسومات وتبسّط الشرح عن معاناة السوريين.
جسّد عزيز الأسمر مراحل الحراك الشعبي في سوريا والمحطات المهمة في تاريخ الثورة السورية، فكانت رسومه الجدارية أشبه بحالة توثيق لتلك المراحل، ولعل أهم لوحاته الجدارية هي لمنشد الثورة الراحل عبد الباسط الساروت ودوره البارز في الاحتجاجات السلمية في سوريا وحمص.
كما كان للأسمر لوحة مؤثّرة عن الجنين السوري الذي قتل داخل بطن أمه بشظيّة جراء قصف طيران النظام السوري على مدينة خان شيخون في ريف إدلب.
ورغم ظروف الحصار والحرب وانتشار جائحة كورونا في شمال سوريا فإن رسوم عزيز تمكنت من الوصول إلى أنحاء العالم عبر فضاء الشبكة العنكبوتية.
وشارك عزيز عبر شبكة الإنترنت بـ"رسوم عن قضيتنا" في مهرجان باريس الذي انعقد في التاسع من الشهر الماضي.
سبق ذلك مشاركته في أنشطة جامعة ألمانية برسوم لشخصيات كرتونية تتحدث عن الحرب والمحن التي تنجم عنها، فضلا عن استخدام صور الأسمر في عدد من الأفلام الوثائقية.
يعدّ عزيز الأسمر القضية الفلسطينية قضية الشعب السوري، فهو يؤكد أن العدو الإسرائيلي يشبه نظام بشار الأسد في إجرامه، لأنه طرد أصحاب الأرض من ديارهم وجلب الغرباء للسكن فيها.
وواكب الأسمر برسومه القضية الفلسطينية وتداعياتها المستمرة، فعبّر بالرسم على الجدران عن احتجاجه هو ورفاقه على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
ورصد الرسام السوري كذلك محنة المصور الفلسطيني معاذ عمارنة الذي فقئت عينه على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيته الأحداث في الأراضي الفلسطينية.
وعلى صعيد الأحداث العالمية رسم الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد الذي قتل خنقا على يد الشرطة الأميركية، في محاولة للربط مع قضية الضحايا الذين ماتوا خنقا بالسلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية بدمشق ومدينة خان شيخون بإدلب، "للتعبير عن رفض الإجرام بغض النظر عن اللون والعرق والدين"، كما يقول.
وتعبيرا عن العرفان لاحتضان اللاجئين، خطّ الرسام لوحة جدارية للمستشارة الألمانية ميركل التي استقبلت السوريين الهاربين من جحيم الحرب في سوريا وعاملتهم بطريقة جيدة.
ويرى الأسمر أن القوانين الألمانية أنصفتهم، فكانت اللوحة من على جدارن إدلب بمنزلة رسالة شكر لكل إنسان يمدّ يد العون إلى السوريين.
وشارك الأسمر في وداع اللاعب الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا بجدارية مميزة خلّفت بعض الجدل، بسبب عدد من مواقف اللاعب الراحل وتصرفاته.
ويوجّه الرسام الأربعيني رسالة بصوته هذه المرة لا بالرسم، عبر الجزيرة نت، قائلا فيها إن السوريين هنا ليسوا في بقعة إرهابية بإدلب، كما يروّج البعض، بل هم أناس طالبوا بأبسط حقوقهم، فقُصفوا بأعتى الأسلحة، وإن الثورة التي قاموا بها هي ثورة فكر وإنسانية وسلام، وليست ثورة غوغاء أو وحوش كما يحاول البعض وصفها، وهم يشعرون بآلام غيرهم لكي يهيئ الله لهم من يتضامن معهم.
استطاع الحاج محمد رشاد الجعبري أن يتغلب على فراغ التقاعد فيما يفيد وينفع الناس، حيث استطاع أن يُبدع عشرات التحف واللوحات الفيسفسائية، التي يصنعها يدويا من بقايا بلاط السراميك في معمل بسيط داخل منزله.
لا تحظى السيدات بشهرة واسعة في عالم الفن التشكيلي على غرار الرجال، لكن بعضهن امتلكن مواهب استثنائية وتركن بصمات لا تُمحى، لذا سنسلط الضوء على عدد من المبدعات اللائي تباع لوحاتهن بملايين الدولارات.
كعادة لوحات الخطابات قبل الإنترنت، لا توجد أي عناصر في اللوحة أو محتوى سردي غير قراءة الرسالة، وكان رسامون عدة يميلون في موضوع رسم الخطابات إلى اعتماد خلفيات معتمة لدفع المشاهد للتركيز على الخطابات.
كان الرسامون بمنافسة مستمرة مع بعضهم البعض للحصول على العقود المربحة للكنيسة، مما ترك تركة كبيرة مما يعدونه من روائع الفن الغربي التي تسرد مشاهد من قصة ميلاد المسيح عليه السلام.
هنا بعض أشهر اللوحات.
...

سجل تعليقك الأن على المقال