
شهد عام 2016 انتشاراً لخطاب الكراهية وتوسع نهج شيطنة الآخر، ذلك "الغريب" الآتي من ثقافة أخرى ومجتمع مختلف، وبلد آخر.
إنه "غريب" عنا، فارجموه وانبذوه! لعل تلك العبارة الوحيدة وإن كانت "تحمل غضباً وتطرفاً"، إلا أنه تطرف لصالح الإنسان، اللاجئ، أو المغبون أو المضطهد، التي تلخص ما جاء في التقرير السنوي لـ #منظمة_العفو الدولية "أمنيستي" لعام 2016 والذي شمل "حقوق الإنسان في 159 بلداً".
ففي تقريرها السنوي أشارت المنظمة الحقوقية إلى أن العديد من الحكومات أدارت ظهرها للاجئين و #المهاجرين ، الذين ظلوا في كثير من الأحيان "هدفاً سهلاً" يجري تحميله المسؤوليات وكبش فداء للتنصل من المسؤولية.
ففي 2016، انتهكت 36 دولة القانون الدولي فأعادت #لاجئين على نحو مخالف للقانون إلى بلدان واجهوا فيها التعذيب والعنف وعقوبة الإعدام، وتعرضت فيها حقوقهم للأخطار.
وبينما تُلحق أستراليا معاناة فظيعة بطالبي اللجوء في جزر ناورو ومانوس القريبتين من شواطئها، عقد الاتحاد الأوروبي صفقة وصفها التقرير بـ "غير القانونية" مع تركيا لإعادة اللاجئين إليها.
"اللاجئون.
.
أول المستهدفين" كما شدد على أن "سياسات شيطنة الآخر السائدة في الوقت الراهن تروج لفكرة مفادها بأن هناك بشرا أدنى إنسانيا من غيرهم، وهو الأمر الذي ينزع الصفة الإنسانية عن جماعات بكاملها من البشر"، وأول المستهدفين بهذه السياسات بحسب التقرير هم #اللاجئون .
وأشار التقرير تحديدا إلى المرسوم الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد #ترمب وحظر مؤقتا الهجرة والسفر من سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، قبل أن يعلقه القضاء الأميركي.
وأكد أن خطاب الكراهية ونبذ الآخر له تأثير مباشر على الحقوق والحريات، ذاكرا بهذا الصدد أن "بعض حكومات العالم غضت بصرها عن جرائم حرب، واندفعت لإبرام اتفاقيات تقوض الحق في طلب اللجوء، وأصدرت قوانين تنتهك الحق في حرية التعبير، ومددت الصلاحيات الواسعة الممنوحة للشرطة".
من سوريا
اللاجئون السوريون
تجريد الناس من إنسانيتهم إلى ذلك، قال مدير منظمة العفو لأوروبا، جون دالويسن، إن خطاب استهداف الآخر ليس حكرا على القادة المتطرفين، بل اعتمدته أيضا "أحزاب توصف بأنها وسطية، بشكل مبطن أحيانا، وبصورة أكثر صراحة أحيانا أخرى".
وعدد دالويسن عدة أمثلة، فذكر أن "الخطاب الذي يجرد الناس من إنسانيتهم، هو حين يصف رئيس الوزراء المجري المهاجرين بـ(السم)، هو حين يتحدث (النائب الهولندي من أقصى اليمين) غيرت فيلدرز عن (الرعاع المغاربة)، هو أيضا حين يكتب رئيس الوزراء الهولندي رسالة مفتوحة تدعو المهاجرين إلى التصرف بصورة (طبيعية) أو العودة إلى ديارهم".
وشدد دالويسن على أن الأجانب والمهاجرين (وأغلبيتهم من المسلمين) هم "الأهداف الرئيسية للديماغوجية الأوروبية"، مشيرا إلى أنهم "يقدمون على أنهم يشكلون خطرا على الأمن والهوية الوطنية، ويسرقون الوظائف ويستغلون نظام الضمان الاجتماعي".
...
247
0