• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

لم يكن بمقدور هذال الشريدة الرضوخ طويلا لتداعيات فيروس كورونا، بعد أن أجل حفل زفافه مرات عدة، فاختار المغامرة بالطلب من خطيبته المضي قدما في إتمام قرانهما، لكن دون الحفل الكبير الذي طالما حلما به، وخططا لأدق تفاصيله.
لكن طريق الشريدة نحو إقناع خطيبته وأهلها بإتمام الزفاف لم يكن مُعبّدا، إذ واجهوا طلبه بالتسويف، قبل أن يستسلموا نهاية المطاف ويمنحوه موافقتهم، في ظل انعدام أفق انقشاع أزمة كورونا.
فحفلات الزفاف التي عادة ما تتم في القاعات العامة والفنادق، كانت ضمن أنشطة كثيرة توقفت بعد أن شملتها إجراءات السلطات الصحية التي ألغت التجمعات بغية الحد من تفشي الفيروس.
تعرض الشريدة لضغوط من بعض أشقائه لحمله على الانتظار إلى حين انتهاء الجائحة وعودة الحياة إلى طبيعتها، مبدين رغبتهم في إقامة حفل زفاف كبير يحضره مئات الأقارب والأصدقاء، فضلا عن عقد سهرات السمر احتفاء بزواجه.
لكن كل الضغوط تحطمت على صخرة إصرار الشاب على المضي قدما في إتمام العُرس، فكان له ما أراد وأقام حفلا صغيرا اقتصر على أفراد عائلتي العروسين فقط وعددهم 40 شخصا، كما كان على الجميع مغادرة مكان الحفل وإتمام المراسيم كافة قبل السابعة مساء وقت دخول حظر التجوال آنذاك.
ورغم أن الشريدة لم ينفق سوى ألف دينار فقط (نحو 3300 دولار) من أصل 5 آلاف كان يخصصها لحفل الزفاف، فإنه روى -للجزيرة نت- حكايته وفي قلبه غصة بعد أن تلاشى حلمه بحفل زفاف كبير كغيره ممن سبقوه من الأقران.
أما فهد عبد الله الجميل فله حكاية مختلفة تماما، إذ حازت ابنة عمه هيفاء المقيمة في بريطانيا على إعجابه عندما زارت الكويت في فبراير/شباط الماضي لحضور مناسبة لأحد أقاربهما.
وما إن عادت هيفاء أدراجها إلى لندن حتى تقدم فهد لخطبتها، وعُقد القران عبر أحد برامج التواصل المرئي أواخر مارس/آذار الماضي، بالتزامن مع حزمة تدابير احترازية اعتمدتها السلطات الكويتية ضمن جهودها لتطويق الجائحة.
كان من المقرر أن يقيم فهد وهيفاء حفل زفافهما بعد عيد الفطر المبارك مباشرة، لكن إغلاق المطارات حال دون تحقيق مرادهما.
توقف فهد عن الاستمرار بتجهيز منزل الزوجية كي لا يطول أمد الأزمة وتمسي طرازات الأثاث قديمة، وعوضا عن أن تبادلا رسائل الغرام، بات كل منهما يرسل لصاحبه أخبار اللقاحات التي ينتظرانها على أحر من الجمر.
ويروي فهد للجزيرة نت أنه بات يحفظ كل أنواع اللقاحات التي حققت نجاحات حتى الآن، وأسماء الدول والشركات التي تصنعها، وحتى المواد التي تدخل في تركيباتها، مردفا أن اللقاح هو الأمل الوحيد كي تحصل هيفاء على شهادة صحية تخولها دخول الكويت لإتمام مراسيم الزفاف، بعد توقف منافذ البلاد الجوية والبرية والبحرية عن منح الزائرين التأشيرات السياحية منذ بدء الجائحة.
ولأن فيروس كورونا ينتشر في الهواء، فإن الطريقة الوحيدة والناجعة للتقليل من انتشاره هي اتباع التعليمات المتمثلة في الالتزام بالتباعد الاجتماعي وإلغاء الحفلات والتجمعات والسفر إلى حين تحقيق اللقاحات نجاحها، وذلك بحسب الدكتور عبد الله المطيري استشاري الأمراض التنفسية والعناية المركزة.
ويضيف المطيري أن اتباع تلك الإرشادات أظهر فعاليته في الحد من انتشار الفيروس، إلى جانب لبس الكمامات الواقية والاستمرار في غسل اليدين بالمواد المحتوية على نسبة كحول أكثر من 70%.
ويبيّن للجزيرة نت أن الخطورة تكمن في أن الفيروس يمكنه الانتقال من شخص مصاب لا يشكو من أي أعراض، مما يجعل من الصعوبة بمكان معرفة حاملي الفيروس من الأشخاص المحيطين.
كما يؤكد المطيري أهمية التعايش مع ما فرضته الجائحة من أنماط غير مسبوقة طالت العالم بأسره، في الحياة الاجتماعية والدينية وطرق أداء العديد من العبادات.
وكما ألقت كورونا بظلالها على مناحي الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية، فلا شك أنها أثرت على الناحية النفسية.
ويؤكد الدكتور جميل المري، الاستشاري الأسري والاجتماعي، أن جميع سكان المعمورة تقريبا تأثروا نفسيا واجتماعيا بالجائحة.
ومن وجهة نظره، فإن المبدأ هو "الأهم ثم المهم" وذلك ضمن حديثه للجزيرة نت، فحياة الإنسان والحفاظ عليها يأتيان على رأس الأولويات، وبالتالي فإن ما ألفه الناس من عادات اجتماعية كالمشاركة بالمناسبات وما يترتب عليها من تقارب جسدي ومصافحة وغيرها قد يترتب عليه ضرر، والقاعدة الشهيرة تقول "الضرورات تبيح المحظورات".
وفي حين يرى المري أن الجائحة دقت أطنابها، فإنها في الوقت نفسه كانت الضارة النافعة، إذ جعلت الفرد منا يتوقف مع نفسه ويجري مراجعة وإعادة تأهيل لذاته، ويكتشف أن الحياة ليست مجرد أعراس وحفلات ومناسبات اجتماعية فحسب.
وأشار المري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والثورة التقنية عوّضا المساحة التي شغرت بفعل الجائحة وما انطوى عليها من تباعد جسدي واجتماعي، وهو أمر لم يكن ممكنا في السابق، فأصبح بمستطاع الأفراد والمجموعات تحقيق التواصل عبر برامج بعينها من خلال الصوت والصورة.
ولم يغفل الإشارة إلى أن الجائحة التي شكلت خطرا أشرس من الحروب، ورغم كل الأضرار التي نجمت عنها، فإنها صبت في مصلحة غير القادرين على دفع تكاليف حفلات الزفاف الباهظة، فضلا عن أنها دفعت القادرين على تغيير نهجهم وثقافتهم الأسرية، آخذين بعين الاعتبار الأمن الصحي لأنفسهم ولكل من يشاركهم فرحتهم في ليلة العمر.
بانتشار كورونا مقترنا بالحجر الصحي، توقف الأشخاص عن البحث عن خطط لطلب الزواج من شريكات حياتهم في أماكن غريبة وفاخرة.
ورغم ذلك، ابتكر بعضهم طريقته الخاصة لتقديم عرض زواج رومانسي.
وسط القيود الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، بدأ عدد من منظمي حفلات الزواج التفكير خارج الصندوق، لإيجاد طرق بديلة لإقامة الحفلات، مدفوعين بالخوف من فقدان سبل عيشهم، وذلك بابتكار أماكن جديدة وآمنة.
ساهمت ظروف فيروس كورونا الخاصة بمنع التجمعات في تغيير طباع الكثير من الشباب بمصر، خاصة فيما يتصل بالتعارف والزواج، إذ شهد عدد من تطبيقات التعارف الإلكترونية إقبال الشباب في مصر على التعارف والزواج.
لم تعد علاقات الحب والزواج تتطلب وسيطا، والمبادرة تحتاج إلى شاشة وشبكة إنترنت وكبسة زر.
سيدات يتحدثن للجزيرة نت عن علاقات بدأت بكبسة زر، بعضها أدى إلى الحب والزواج وغيرها أودى بالعلاقة كلها.
...

سجل تعليقك الأن على المقال