
اعتمدت الولايات المتحدة -أمس السبت- خريطة رسمية جديدة للمغرب، تضمّ إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو، بينما انتقدت الجزائر قرار واشنطن الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، محذرة من "عمليات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها.
وقال السفير الأميركي في الرباط ديفيد فيشر، خلال مراسم للإعلان عن اعتماد خريطة المغرب أقيمت بالسفارة الأميركية فيه، إن المقترح المغربي للحكم الذاتي يظل "الخيار الواقعي الوحيد" لحل عادل ودائم ومتوافَق بشأنه من أجل مستقبل الصحراء.
وأضاف السفير فيشر أن الخريطة ستقدم إلى ملك المغرب محمد السادس "الذي بحكمته وبعد نظره اعترف بإسرائيل"، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الخميس الماضي قراره الاعتراف بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء، مضيفا أن الرباط تعهدت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
أخطط لتقديم هذه الخريطة كهدية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقديراً لقيادته الجريئة ولدعمه المستمر والقَيِّم للصداقة العميقة بين بلدينا.
3/3 pic.
twitter.
com/B4n3hYhDnH
— U.
S.
Embassy Morocco (@USEmbMorocco) December 12, 2020
وقبل اعتماد الخريطة الجديدة، كانت واشنطن تعتمد خريطة للمغرب تتضمن علامة خطأ تفصل إقليم الصحراء عن بقية أراضي المملكة، في إشارة إلى أنها منطقة متنازع عليها، وتخضع لمسار تسوية داخل الأمم المتحدة، وهو مسار متعثر لم يحدث فيه أي اختراق لمواقف طرفي النزاع.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الجزائرية -في بيان أمس السبت- إن القرار الأميركي الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية "ليس له أي أثر قانوني، لأنه يتعارض مع جميع قرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرارات مجلس الأمن بشأن مسألة الصحراء الغربية".
وأضافت الخارجية الجزائرية أن الإعلان الأميركي سيقوّض "جهود خفض التصعيد التي بذلت على جميع الأصعدة من أجل تهيئة الطريق لإطلاق مسار سياسي حقيقي"، وجددت الوزارة الموقف الجزائري الذي يرى في نزاع الصحراء الغربية "مسألة تصفية استعمار، لا يمكن حله إلا عبر تطبيق القانون الدولي".
وقال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد أمس إن "الجزائر مستهدفة بالذات"، وهناك "تحديات تحيط بالبلاد"، لافتا إلى وجود "إرادة حقيقية" لضرب الجزائر، وهو ما يؤكده على حد قوله "وصول الكيان الصهيوني قرب الحدود".
وخلال مؤتمر لإحياء الذكرى الستين للمظاهرات الوطنية خلال حرب الاستقلال (1954-1962)، تحدث جراد عن وجود "عمليات أجنبية تريد ضرب استقرار البلاد"، مشيرا إلى "دلائل" مرتبطة بما يحدث على كل الحدود.
وفي عددها الجديد، دعت مجلة "الجيش" الجزائرية الجزائريين إلى الوقوف على أهبة الاستعداد لمواجهة "تهديدات وشيكة"، مشيرة في افتتاحيتها إلى "تدهور الوضع الإقليمي على طول الشريط الحدودي والتهديد الذي تشكله بعض الأطراف المعادية لأمن المنطقة في الآونة الأخيرة".
وقبل موقف الجزائر، انتقدت روسيا -العضو الدائم في مجلس الأمن- الجمعة الماضي قرار ترامب، قائلة إنه "قرار أحادي لا يحترم قرارات مجلس الأمن الدولي التي وافق عليها الأميركيون أنفسهم".
وأكدت الأمم المتحدة -أمس السبت- أن موقفها حيال نزاع الصحراء الغربية لم يتغير، وقال الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحفي "موقفنا في غاية الوضوح فيما يتعلق بالصحراء الغربية.
كل شيء يبقى كما كان عليه الوضع من قبل"، وأضاف أن إيجاد حلّ لملف الصحراء الغربية "لا يعتمد على اعتراف فردي لأي دولة، وإنما يتوقف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن".
وأحدث قرارات مجلس الأمن المتعلقة بإقليم الصحراء صدر في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونصَّ على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية -المعروفة اختصارا باسم مينورسو (Minurso)- لمدة عام، وحث جميع الأطراف على العمل لمساعدة البعثة لإيجاد حل سياسي واقعي للنزاع.
ونزاع الصحراء الغربية هو من أقدم النزاعات في القارة الأفريقية والعالم، ويعود للعام 1975، إذ تصرّ الرباط على أن الإقليم جزء من أراضيها، وتقبل بمنحه حكما ذاتيا ضمن السيادة المغربية، في حين تصرّ جبهة البوليساريو -التي تدعمها الجزائر- على إقامة استفتاء لتقرير مصير المنطقة، يخيَّر فيه سكانها بين الانفصال أو الانضمام إلى المملكة المغربية.
وتحوّل الصراع بشأن الصحراء الغربية إلى مواجهة مسلحة بين المغرب والبوليساريو استمرت حتى عام 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر منطقة الكركرات الحدودية منطقة منزوعة السلاح.
ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت جبهة البوليساريو أنها لم تعد ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، وذلك عقب تحرك للجيش المغربي أنهى إغلاق معبر الكركرات من جانب أنصار للجبهة منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أعلن ترامب موافقة المغرب وإسرائيل على تطبيع علاقاتهما، واعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، وفيما تحدثت مصادر عن مفاوضات لتزويد الرباط بطائرات مسيرة، أكد كوشنر أن تطبيع السعودية وإسرائيل حتمي.
قرار الرئيس ترامب بتأييد سيادة المغرب على الصحراء الغربية يضع بلاده على خلاف مع الرأي العام العالمي، ويهدد بتحول الصراع لحرب مفتوحة، ويجتذب دولا أخرى في الإقليم، ويعيق الحرب ضد “الإرهاب” بمنطقة الساحل
دعت وزارة التجهيز المغربية إلى تقديم عروض لبناء ميناء في الداخلة، إحدى مدن الصحراء الغربية، وكشفت مصادر في واشنطن عن تعهد باستثمار 3 مليارات دولار في المغرب، وعن قرار وشيك ببيعه أسلحة حديثة.
قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني إن دعم بلاده للقضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير، في حين جددت واشنطن تأكيدها على أن المقترح المغربي لحل أزمة الصحراء هو الخيار الوحيد الواقعي للتوصل إلى حل.
...
298
0