أقيمت في طهران جنازة رسمية للعالم النووي محسن فخري زاده بحضور عدد محدود من كبار القادة العسكريين والسياسيين، دون مشاركة جماهيرية بسبب الإجراءات الصحية المرتبطة بجائحة كورونا، في حين تواصل وسائل إعلام إيرانية نشر تفاصيل عن عملية اغتياله نقلا عن المصادر الرسمية.
وخلال المراسم -التي أقيمت صباح اليوم الاثنين في وزارة الدفاع- قال وزير الدفاع أمير حاتمي إن "ردنا على اغتيال فخري زاده قادم وحتمي، وسيكون عقابا قاسيا لمن ارتكب هذه الجريمة".
وأكد حاتمي أن اغتيال فخري زاده لن يوقف مسيرة برنامج إيران النووي، بل سيسرع وتيرته.
وقال مراسل الجزيرة نور الدين الدغير إن وزير الدفاع دعا وزارة المخابرات إلى العمل سريعا على اكتشاف خفايا الاغتيال وتفاصيله الدقيقة، إذ يُفترض أن تحدد طهران على أساس تلك المعلومات ردها المزمع وطريقة تنفيذه.
وجرت أمس الأحد مراسم أخرى لتشييع فخري زاده (63 عاما) -الذي يوصف بأنه أبرز علماء إيران في الطاقة النووية- في مدينتي قم ومشهد، ثم نقل جثمانه إلى طهران.
في غضون ذلك، أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني اليوم أن "العدو استخدم طريقة وآليات تنفيذ جديدة ومعقدة في عملية الاغتيال، وهو ما كان سببا في نجاحها".
وذكر شمخاني أنه خلال الـ 20 عاما الماضية تعرض فخري زاده لأكثر من عملية اغتيال فاشلة، وأضاف أن المخابرات الإيرانية قدمت تقارير دقيقة عن احتمال استهدافه، "لكن محددات أخرى أدت لنجاح الاغتيال".
وفي وقت سابق، نشرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء تفاصيل عن عملية اغتيال فخري زاده -التي وقعت يوم الجمعة الماضي- تتسق مع الرواية التي أعلنها عضو البرلمان فريدون عباسي الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية.
وقالت الوكالة إن العملية استغرقت قرابة 3 دقائق فقط، ولم يكن ثمة عنصر بشري في مكان الاغتيال، وتم إطلاق النار بأسلحة آلية جرى التحكم بها عن بعد.
وأوضحت أن فخري زاده وزوجته كانا داخل سيارة مصفحة بمرافقة 3 سيارات حراسة في طريق عند منطقة دماوند قرب العاصمة طهران صباح الجمعة.
وأضافت الوكالة أن إحدى سيارات الحراسة انفصلت عن الموكب على بعد كيلومترات من موقع الحادث بهدف التحقق ورصد أي حركة مريبة.
وأشارت إلى أن صوت بضع رصاصات استهدفت السيارة تسبب في إيقاف الموكب، حيث خرج فخري زاده من السيارة معتقدا على ما يبدو أن الصوت نتج عن اصطدام بعائق خارجي أو مشكلة في محرك السيارة.
وعقب نزوله من السيارة -وفقا لهذه الرواية- انطلق وابل من الرصاص من مدفع رشاش آلي يجري التحكم به عن بعد كان مثبتا على شاحنة صغيرة متوقفة على بعد 150 مترا، لتصيبه 3 رصاصات قطعت واحدة منها نخاعه الشوكي، وبعد لحظات انفجرت الشاحنة الصغيرة.
ونقل فخري زاده جريحا إلى مستوصف قريب، ومنه بطائرة مروحية إلى مستشفى في طهران حيث فارق الحياة.
وقالت وكالة فارس إن التحقيقات أظهرت أن صاحب الشاحنة المذكورة غادر البلاد بعد يوم من عملية الاغتيال، دون تسمية الجهة التي توجه إليها.
في السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام محلية أخرى أن الأسلحة المستخدمة في الاغتيال صناعة إسرائيلية، وتم التحكم بها بواسطة الأقمار الصناعية.
وكان كبار القادة والساسة الإيرانيين قد أشاروا بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، وتوعدوها برد "حاسم" و"محسوب".
وتحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن وجود "مؤشرات جادة" لضلوع إسرائيل في اغتيال فخري زاده.
وكتب في تغريدة على تويتر باللغة الفرنسية أول أمس السبت أن "الإرهابيين اغتالوا عالما إيرانيا كبيرا، هذه العملية الجبانة -التي فيها مؤشرات جادة لضلوع إسرائيل- تدل على نزعة الحرب من منطلق العجز لدى مرتكبيها".
في المقابل، قال مراسل الجزيرة اليوم إن تل أبيب حذرت الإسرائيليين من السفر إلى الإمارات والبحرين خشية أن يكونوا هدفا لانتقام إيراني هناك.
وأصدرت إدارة محاربة الإرهاب في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية تحذيرا بهذا الخصوص إثر حجز نحو 50 ألف إسرائيلي فنادق ورحلات إلى الإمارات لقضاء عطلة عيد الأنوار (حانوكا) فيها الشهر المقبل، فضلا عن مكوث مئات من الإسرائيليين فيها هذه الأيام.
يأتي ذلك وسط خطوات متسارعة لتعزيز العلاقات بين إسرائيل من جهة والإمارات والبحرين من جهة أخرى بعد توقيع اتفاقات للتطبيع منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، ويجري حاليا تسيير رحلات جوية وتفعيل العلاقات السياسة والتجارية بين تلك الأطراف.
قالت صحيفة غارديان إن اغتيال فخري زاده عزز الشكوك بشأن مساعي دونالد ترامب وحليفتيه إسرائيل والسعودية لاستدراج النظام الإيراني إلى مواجهة شاملة في الأيام الأخيرة من رئاسته.
ناقشت حلقة (2020/11/28) من برنامج “ما وراء الخبر” خيارات إيران في الرد على اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في طهران، بعد تنديد المرشد الإيراني علي خامنئي بالعملية.
دعا رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إلى الرد الصارم على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في حين ذكرت صحيفة إسرائيلية أن العملية تمت بمباركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وافق البرلمان الإيراني على مشروع قانون يقضي برفع تخصيب اليورانيوم بمحطة فوردو إلى 20%، في الوقت نفسه بحث النواب إمكانية إيقاف الالتزام بالبروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الأسلحة النووية.
...
346
0