• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

قالت مجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركية إن الزيارة السرية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السعودية الأحد الماضي تثير "احتمالا مثيرا للاهتمام" بانضمام الرياض للتحالف الجديد بين دول في الخليج العربي وإسرائيل.
وذكرت المجلة -في مقال للباحث في المجلس الأطلسي جوناثان فيرزيغر- أن اللقاء يظهر كيف أن أعداء الأمس باتوا يعوّلون على بعضهم بعضا "لصد الريح المشؤومة التي بدأت تهب عليهم من جهة إدارة جو بايدن المقبلة".
ولما كان نتنياهو وبن سلمان أكبر المنتفعين من السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب -تضيف المجلة- فإنهما يسعيان الآن إلى تحصين نفسيهما خاصة مع ورود مؤشرات على أن إدارة بايدن ستنبذهما قريبا وتعدهما من "المارقين".
ولهذا السبب -تقول المجلة الأميركية- ألغى نتنياهو جلسة مجلس الوزراء يوم الأحد، ليستقل طائرة خاصة لرجال الأعمال في رحلة عبر البحر الأحمر استغرقت ساعة من الزمن متجهة إلى الساحل الغربي للسعودية.
وهناك في مدينة نيوم الصحراوية، التي هي قيد الإنشاء بتكلفة تقدر بنحو 500 مليار دولار أميركي، اجتمع نتنياهو زهاء 5 ساعات مع ولي العهد السعودي بحضور كل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين.
ويقول كاتب المقال إن الأمور التي بحثها الأربعة تظل محض "تكهنات" لا غير، لكن البعض رأى أن الاجتماع تناول ضربة محتملة توجه ضد إيران قبل أن تتاح الفرصة لجو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العظمى مع طهران عام 2015، في حين أعرب البعض الآخر عن الأمل في أن تحذو السعودية حذو الإمارات والبحرين في تطبيع علاقاتها رسميا مع إسرائيل.
ويرى أن واشنطن ربما تنتهج سياسة مغايرة في الشرق الأوسط عندما يحين موعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
ويلفت الكاتب إلى أن بايدن كان قد تحدث صراحة عن إعادة تقييم العلاقة الأميركية السعودية في ضوء جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي على أيدي عملاء سعوديين في إسطنبول عام 2018.
ويرى جوشوا تييلباوم -الأستاذ بجامعة بار إيلان الإسرائيلية- أن الغرض من اجتماع نيوم كان "الاتفاق على شيء ما" قبل أن يترك ترامب منصبه، إلى جانب "إرسال إشارة إلى إدارة بايدن".
وأردف الأكاديمي الإسرائيلي قائلا إن الإشارة مفادها أن "هذين الحليفين الكبيرين في المنطقة اجتمعا معا".
وتسرّب خبر رحلة نتنياهو الأحد إلى الإعلام الإسرائيلي في اليوم التالي، وأكده مسؤولون إسرائيليون وسعوديون، إلا أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان نفاه رسميا.
وظهرت تقارير تحدثت عن أن نتنياهو ومحمد بن سلمان عقدا اجتماعات على متن يخوت بالبحر الأحمر في الأردن المجاورة، وفي مدن أوروبية عدة.
وأشار كاتب المقال إلى أن المرة الوحيدة التي التقى فيها نتنياهو علنا مع حاكم خليجي كانت عام 2018، عندما زار سلطان عمان قابوس بن سعيد في مسقط قبل وفاته في يناير/كانون الثاني من العام نفسه.
ويضيف أن كل تلك المؤشرات تشي بوجود علاقات دبلوماسية "عميقة لكنها غير رسمية" أقامها نتنياهو مع مجموعة واسعة من الدول العربية، ومع ذلك فقد تعرض للذم والقدح على الملأ بسبب سياسته المتشددة تجاه الفلسطينيين وخططه لضم ما يقارب 30% من الضفة الغربية.
وجاءت "المكافأة" في سبتمبر/أيلول الماضي عندما جلس نتنياهو إلى جانب ترامب في حديقة البيت الأبيض الجنوبية، ووقع "اتفاقيات أبراهام" مع وزيري خارجية الإمارات والبحرين، مما فتح الطريق أمام إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولتين الخليجيتين مع وعد بتعاون في مجالات التجارة والدفاع والاستخبارات والطيران والمصالحة بين المسلمين واليهود.
كما توّجت تلك الجهود بصفقة أسلحة بقيمة 23 مليار دولار تخلّت فيها إسرائيل عن اعتراضاتها السابقة على بيع الولايات المتحدة طائرات شبح مقاتلة من طراز "إف-35" (F-35) للإمارات.
لكن ما بقي ينقص هذا التقارب الإسرائيلي العربي في الشرق الأوسط -تقول المجلة- كان هو مشاركة السعودية التي تعد أكبر وأغنى دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي.
ويرى الكاتب أنه مع دنو حقبة ترامب من نهايتها ينتاب إسرائيل ودول الخليج قلق إزاء ما يمكن توقعه من الإدارة الأميركية المقبلة، وتهيئ نفسها لعودة الملامح العامة للسياسة التي انتهجها الرئيس السابق باراك أوباما، بما في ذلك نزع فتيل الصراع مع إيران والتعاطف مع الفلسطينيين والتشديد على احترام حقوق الإنسان.
بين النفي السعودي والتأكيد الإسرائيلي بشأن اللقاء الذي جمع نتنياهو، بولي العهد محمد بن سلمان، إلا أن الاجتماع الذي تسربت تفاصيل كواليسه يشكل أساسا لبناء تحالف إقليمي بقيادة إسرائيل لمواجهة إيران.
نقل الملياردير اليهودي الأميركي حاييم سابان عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوله إنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين في حال أقام علاقات علنية مع إسرائيل.
اشتعل جدل منصات التواصل بعد أنباء عن زيارة إسرائيلية إلى مدينة نيوم السعودية التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين.
أعلن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) يوسي كوهين في محادثات مغلقة أن المملكة العربية السعودية تنتظر الانتخابات الرئاسية الأميركية من أجل تقديم “هدية” للرئيس المنتخب.
...

سجل تعليقك الأن على المقال