
"لمدة طويلة من الوقت، كنت أعود إلى المنزل من العمل وأشاهد التلفاز على الفور.
الشيء الوحيد الذي اعتقدت أنني أردت فعله بعد يوم عمل شاق، هو مشاهدة 5 حلقات متتالية من بعض المسرحيات الهزلية التي شاهدتها مئات المرات من قبل".
هكذا تحكي الكاتبة الاجتماعية أليس كاليش في مقال لها على موقع "ذا ميوز" (TheMuse)، عن تجربتها الشخصية في تمضية وقت الفراغ بعد العمل، غير أنها تابعت "لكني أدركت بعد ذلك أنني كنت دائما مرهقة ومصابة بالصداع في نهاية اليوم، كما أنني لم أكن أنام بشكل جيد.
لذلك، حاولت تجربة قراءة كتاب في وقت فراغي بدلا من تشغيل التلفزيون.
وكانت النتائج مفاجئة، ففي اليوم التالي شعرت بالكثير من الطاقة، كما أنني لم أعد أشعر أنني كسولة".
ليس من المستغرب أن مشاهدة التلفزيون أو النظر إلى الهاتف مدة طويلة ليس جيدا بالنسبة لك، لكن الأمر المثير للاهتمام هو أن نتائج الدراسات وجدت أن القيام بأي نشاط آخر لا يتضمن الشاشات يجعلك أكثر سعادة.
في مقال منشور في موقع كوارتز (Quartz)، يقول جان توينجي أستاذ علم النفس في جامعة سان دييغو "لقد كشفت الدراسات التي قمنا بها أن الذين يقضون وقتا أطول في رؤية أصدقائهم شخصيا أو ممارسة الرياضة أو حضور الشعائر الدينية أو القراءة أو حتى أداء الواجبات المنزلية، كانوا أكثر سعادة ممن أمضوا وقتا أطول على الإنترنت، أو لعبوا ألعاب الحاسب، أو انشغلوا بوسائل التواصل الاجتماعي، أو بإرسال الرسائل النصية، أو مشاهدة التلفزيون".
يقدم كل من موقع "كيب إن سبرينغ" (KeepinSpiring)، وموقع "ذا لادرز" (TheLadders)، وموقع "ذا ميوز" (TheMuse)، عددا من الاقتراحات بهذا الشأن، تتضمن التالي:
حان وقت قراءة كتابك المفضل والابتعاد عن هاتفك ولو لبضع ساعات (بيكسلز)
لا تقتصر السعادة على نوع واحد، لذلك كلما شعرت بالسعادة -سواء كانت سطحية أو قصيرة الأمد أو من النوع الدائم- تمسك بها، والآن تعرف على أنواعها؟
ندور حول البحث عن السعادة في قلب الواقعية، والبحث عن الواقعية في قلب الحكمة، هل هي حالة مثالية يصعب إدراكها، أم منهجية حياتية يمكن الاهتداء إليها لعيش حياة مستقرة؟
يتعرف الأطفال على الابتسامة لا إراديا خلال الأسابيع الستة الأولى من حياتهم، فهي وسيلتهم للتعبير عن الرضا، أو الانغماس في المرح واللعب، أو الشعور بالأمان والراحة، أو تبادل الشعور بالحب مع الأم.
مشاعر التجربة تبقى في أذهاننا وتشكّل انطباعنا عن الحياة، فما الذي يمكن أن يزودنا به العلماء عن تلك الفكرة، هل سعادتنا تكمن في الذاكرة أم في مشاعرنا المختزنة من التجارب؟
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
392
0