• الرئيسية
  • |
  • عنا
  • |
  • تواصل
  • | |
  • سجل مجاناً

لم تهدر الحكومة المصرية أي وقت في الإعداد لحقبة ما بعد دونالد ترامب، حيث جمعت فريق ضغط قوي من الحزبين يضم عضو الكونغرس المتقاعد إد رويس ومساعدا كبيرا سابقا لزعيمة الأغلبية في مجلس النواب نانسي بيلوسي.
وقال موقع "فورين لوبي" (Foreign Lobby.
Com) الأميركي في تقرير له إن سفير مصر لدى الولايات المتحدة -معتز زهران- وقّع عقدا بقيمة 65 ألف دولار شهريا مع شركة المحاماة "براونستاين هيات فاربر شريك" الاثنين الماضي، عقب يوم واحد من إلقاء جو بايدن خطاب فوزه.
ووقّع عن الشركة التي تتخذ من دنيفر مقرا لها مدير السياسات إد رويس، وهو جمهوري من كاليفورنيا ترأّس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب من عام 2013 حتى عام 2018.
ومن المتوقع أن يشرف نديم الشامي الرئيس السابق لموظفي بيلوسي الموظف المخضرم في مقر الكونغرس مدة 25 عاما على العمل مع رويس.
ووُلد الشامي في الولايات المتحدة ولكنه قضى طفولته المبكرة في مصر.
كما انضم للفريق اثنين من شركاء الشركة، وهما الجمهوري المخضرم مارك لامبكين الذي يدير مكتب الشركة في واشنطن العاصمة، وجامع التبرعات الديمقراطي البارز ألفريد موتور، وانضم إليهما مدير السياسات دوغلاس ماغواير.
وستقدم الشركة خدمات العلاقات الحكومية والاستشارات الإستراتيجية بشأن الأمور المعروضة على حكومة الولايات المتحدة، وفقا لما ورد في ملف الشركة لدى وزارة العدل الأميركية.
ويستمر العقد مدة أولية مقدارها سنة واحدة يُنظر في تمديدها بعد إعادة التقييم.
وقال الموقع إن هذا العقد يأتي في وقت تخشى فيه القاهرة عودة بعض اللاعبين الأميركيين الذين تُلقي القاهرة عليهم اللوم في انتفاضة "الربيع العربي"، وسقوط حسني مبارك من السلطة.
وقالت ميشال داني مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي الرئيسة المشاركة لمجموعة العمل بشأن مصر المكونة من الحزبين، "من الواضح أنهم قلقون.
عندما اتضح أن بايدن سيكون الفائز، أرسل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تهنئته، والآن ترى كل وزراء الخارجية السابقين والشخصيات البارزة تتم استضافتهم في البرامج الحوارية لطمأنة مؤيدي الحكومة في مصر أن كل شيء سيكون على ما يرام مع بايدن".
وأشار الموقع إلى أن ترامب -الذي أطلق على السيسي لقب "الدكتاتور المفضل لدي" في قمة مجموعة السبع العام الماضي في فرنسا- حمى القاهرة إلى حد كبير من جهود الكونغرس لمعاقبة مصر على انتهاكاتها حقوق الإنسان، بما في ذلك وفاة المواطن الأميركي مصطفى قاسم في الحجز في وقت سابق من العام الحالي، كما دعمت الإدارة الأميركية الأولويات الدبلوماسية لمصر، وخاصة الضغط على إثيوبيا بشأن خططها لملء سد النهضة.
وكانت الحكومة المصرية بعد اطمئنانها على العلاقة الوثيقة بين ترامب والسيسي أوقفت تعاقدها فجأة مع شركة الضغط التي تعمل لمصلحتها منذ فترة طويلة، وهي مجموعة "غلوفر بارك"، في يناير/كانون الثاني 2019 بعد مقابلة كارثية على برنامج "60 دقيقة" بشبكة "سي بي إس" (CBS) حيث ضغط المضيف سكوت بيلي مرارا وتكرارا على الرئيس المصري بشأن سجلّه في حقوق الإنسان.
وأضاف الموقع أن رسائل البريد الإلكتروني المسرّبة من حساب سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن -يوسف العتيبة- كشفت عن أن الإمارات دفعت فاتورة جماعات الضغط في غلوفر بارك، ومن غير المعروف ما إذا كانت الإمارات ستدفع مرة أخرى، ولم يرد رويس على طلب التعليق.
في غضون ذلك، كان منتقدو القاهرة مثل إثيوبيا والسجين المصري السابق محمد سلطان ومنظمة الديمقراطية في الوطن العربي التي كانت من بنات أفكار الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي، ودعاة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، يكثفون ضغوطهم على حكومة السيسي باستئجارهم شركات محاماة للعمل لمصلحتهمم.
وذكرت صحيفة "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) -الثلاثاء- أن جماعة الإخوان المسلمين حثّت بايدن على "إعادة النظر في السياسات السابقة لدعم الدكتاتوريات في جميع أنحاء العالم".
وقالت الجماعة -في بيان- "نناشد إدارة بايدن نبذ الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة الاستبدادية ضد حقوق الشعوب.
نحن نعد السياسات التي تتجاهل الخيارات الحرة للناس والتي تعزز العلاقات مع الأنظمة الاستبدادية غير ملائمة على الإطلاق.
إنهم يمثلون خيارا للوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ ".
وظهر وزير الخارجية السابق عمرو موسى في البرنامج التلفزيوني للمضيف الموالي للنظام أحمد موسى هذا الأسبوع، وتحول إلى اللغة الإنجليزية لتقديم نصيحته "اللوبي، اللوبي، اللوبي".
وقالت داني من جامعة كارنيغي إن عمرو موسى استخدم كلمة لوبي 20 مرة، قائلا "سنضطر إلى الضغط بجنون، ليس فقط ضد الإدارة بالطبع، بل الكونغرس، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام أيضا ".
ويبدو أن القاهرة قد فهمت الرسالة.
تطور خطاب الإعلام المصري مع تقدم إعلان نتائج الانتخابات الأميركية، وانتقل من السخرية والتشكيك إلى الصدمة بفوز بايدن، مع تحسس مبكر وتأكيدات على قوة النظام وعدم السماح بعودة الإخوان المسلمين.
بات على السيسي، دكتاتور ترامب المفضل، أن ينسى أو يتناسى هذا اللقب مؤقتا، ويستعد لفصل جديد من السياسات الأميركية المختلفة بقيادة الديمقراطيين، ولكنها، وفق مراقبين، لن تؤثر على حكمه كثيرا.
بترقب وحذر، يتطلع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه إلى واشنطن، مع حلول انتخابات الرئاسية الأميركية التي تجري غدا، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم جو بايدن على الرئيس الحالي دونالد ترامب.
في خطوة مفاجئة، أمرت محكمة مصرية اليوم الثلاثاء بإخلاء سبيل 416 معتقلا، بينهم صحفيون ونشطاء وطلاب، وهو ما ربطته مواقع التواصل باحتمالات فوز جو بايدن برئاسة أميركا.
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...

سجل تعليقك الأن على المقال