أقرت أذربيجان بإسقاط مروحية عسكرية روسية فوق أرمينيا مما أسفر عن مصرع اثنين من طاقهما، وقدمت اعتذارها لموسكو، كما عرضت تقديم تعويضات، ووقع الحادث بالتوازي مع المعارك الدائرة في إقليم ناغورني قره باغ.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المروحية، وهي من طراز "مي 24" (Mi-24)، أسقطت مساء الاثنين بواسطة مضاد جوي محمول على الكتف بينما كانت تحلق قرب قرية "إيراسخ" الأرمينية عند الحدود مع إقليم ناخيتشيفان الأذربيجاني المحكوم ذاتيا، والذي تفصله الأراضي الأرمينية عن أذربيجان.
وأضافت الوزارة أن المروحية استهدفت في حين كانت تواكب قافلة من الآليات من قاعدة عسكرية روسية في أرمينيا، مؤكدة مقتل اثنين من أفراد طاقمها وإصابة ثالث بجروح متوسطة.
ونشرت وزارة حالات الطوارئ الأرمينية لقطات تظهر حطام المروحية الروسية مشتعلا، وقالت الوزارة إنها نشرت فرق إسعاف في المكان.
ووفق وكالة أسوشيتد برس، فإن المروحية أسقطت على بعد 70 كيلومترا تقريبا من حدود إقليم ناخيتشيفان، وعلى مسافة 150 كيلومترا من موقع تحطمها توجد قاعدة عسكرية روسية كبيرة.
خطأ واعتذار
وفي بيان نشرته بعيد الحادثة، أكدت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن قواتها أسقطت بالخطأ المروحية الروسية، وقالت إن أذربيجان تعتذر لروسيا عما وصفته بالحادث المأساوي الذي لم يكن موجها ضد روسيا.
وقالت إن المروحية كانت تحلق في الظلام على ارتفاع منخفض في المنطقة القريبة من الحدود أثناء الاشتباكات في إقليم قره باغ، وخارج نطاق أنظمة الرادار.
وأضافت الخارجية الأذربيجانية أنه لم يسبق مشاهدة تحليق المروحيات الروسية بالمنطقة التي تم إسقاطها فيها، وأوضحت أن الوحدة العسكرية الأذربيجانية المسؤولة قررت إطلاق النار على المروحية بناء على المعطيات السابقة، آخذين بعين الاعتبار الاستفزازات الأرمينية المحتملة.
ويأتي إسقاط المروحية الروسية في وقت حقق جيش أذربيجان تقدما كبيرا بسيطرته على مدينة شوشي واقترابه من عاصمة الإقليم ستيباناكيرت.
وفي وقت سابق، اتهمت أذربيجان أرمينيا بالسعي إلى الزج بروسيا في الحرب الدائرة منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي في إقليم ناغورني قره باغ، وهو إقليم جبلي يقع ضمن أراضي أذربيجان، ويسيطر عليه الأرمن منذ نحو 3 عقود من الزمن.
يذكر أن روسيا تربطها بأرمينيا اتفاقية دفاعية، وكانت لمحت إلى أنها قد تتدخل عسكريا في حال انتقل القتال إلى داخل أرمينيا.
أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أن جيش بلاده تمكن من استعادة السيطرة أكثر من 40 قرية بإقليم ناغورني قره باغ، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الكفاح لن يتوقف حتى تحرير الإقليم.
كثيرون لم يسمعوا باسم قره باغ إلا قبل شهر ونصف الشهر عندما تفجرت أسوأ المعارك بالمنطقة منذ 30 عاما.
ولفهم طبيعة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، لا بد من قراءة تاريخية سريعة تعود بنا 100 عام للوراء.
لم تفلح كل الأصوات الدولية واتفاقات التهدئة التي أبرمت بين أذربيجان وأرمينيا لوقف الحرب بينهما في إقليم قره باغ، حيث دخلت الحرب شهرها الثاني، بينما يواصل الطرفان تبادل الاتهامات بخرق اتفاقات التهدئة،
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
320
0