
أصبح الرئيس المنتخب جو بايدن ثاني رئيس كاثوليكي الديانة يصل إلى المقعد الرئاسي في البيت الأبيض على مدار تاريخ الولايات المتحدة الممتد لأكثر من 244 عاما.
ومن بين 45 رئيسا أميركيا، كان الرئيس الأسبق جون كينيدي الوحيد الذي ينتمي للطائفة الكاثوليكية، ونجح في الوصول للبيت الأبيض عام 1960 قبل اغتياله عام 1963.
ولم يصل أي مرشح كاثوليكي إلى المرحلة النهائية من السابق للفوز ببطاقة الترشح الحزبي إلا السيناتور الديمقراطي جون كيري الذي خسر أمام الجمهوري جورج بوش الابن في انتخابات عام 2004.
لا تتبنى الولايات المتحدة ديانة رسمية، ووقفت الدولة رسميا على الحياد تجاه الأديان، ولا يتم تجميع بيانات متعلقة بالدين في استمارات التعداد العام الذي يجرى كل 10 سنوات.
كما يحظر الدستور الأميركي أي متطلبات دينية في أي من الوظائف الحكومية بما فيها منصب الرئيس.
ورغم ذلك انتمى 44 رئيسا أميركيا لطائفة البروتستانت بمختلف مذاهبها الرئيسية، سواء الكنيسة الأسقفية أو الكنيسة البريسبتارية أو البروتستانت المعدانيون والإنجيليون.
تاريخيا شكك الكثير من الأميركيين في أولوية ولاء الكاثوليك للدولة وصلاحيتهم لمنصب الرئيس، مع الخوف من أن يكون ولاؤهم الأول لبابا الفاتيكان.
ولا يغيب انتماء المرشح الديني أو سعيه للحصول على تأييد أبناء طائفة دينية معينة في السباق الرئاسي، ويرى كثير من الخبراء أن اختيار الرئيس دونالد ترامب للقاضية الكاثوليكية الملتزمة دينيا إيمي كوني باريت مثّل في أحد جوانبه وسيلة لجذب الصوت الكاثوليكي.
في صباح يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يوم التصويت في الانتخابات الرئاسية، صلى جو بايدن في أبرشية كاثوليكية بالقرب من منزله في ولاية ديلاوير.
وفي وقت متأخر من تلك الليلة، عندما أصبح من الواضح أنه لن يتم تحديد أي فائز، تحدث بايدن إلى مؤيديه، وحثهم على الصبر والثقة في الرب، وطالبهم بالحفاظ على إيمانهم.
وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية، ظهرت إعلانات تلفزيونية تشمل صورا من اجتماعين لجو بايدن مع بابا الفاتكان فرانسيس.
وتحدث بايدن في مناسبات عدة بفخر واعتزاز عن أن والديه قد "غرسا فيه القيم الكاثوليكية".
وخلال لقاء صحفي جرى قبل سنوات عدة، قال بايدن لمجلة "المراجعة الأميركية" -وهي دورية مسيحية- إن "يسوع المسيح هو التجسيد البشري لما أرادنا الله أن نفعله"، وتحدث بايدن عن اجتماعه مع البابا فرانسيس في عام 2013.
وقال كذلك إنه تلقى تعليما كاثوليكيا في المدارس الابتدائية والمتوسطة أثناء نشأته في ولايتي بنسلفانيا وديلاوير.
وعرف عن بايدن القيام بزيارات كثيرة لهذه المدارس.
وأضاف بايدن أن إيمانه الكاثوليكي ساعده على التعامل مع مآسيه الشخصية بما في ذلك وفاة زوجته وابنته في حادث سيارة عام 1972، ثم مرة أخرى في عام 2015 عندما توفي ابنه بو بالسرطان.
وعلى الرغم من كاثوليكية بايدن، فإن ذلك لم يشكل ضمانا له للحصول على دعم الناخبين الكاثوليك، إذ أظهر استطلاع لوكالة أسوشيتد برس تصويت 49% من الكاثوليك لصالح الرئيس ترامب، في حين حصل بايدن على النسبة الباقية.
يشكل الكاثوليك خُمس سكان الولايات المتحدة، ولهم تأثير قوي في الانتخابات، فهل يصبح جو بايدن ثاني رئيس كاثوليكي في أميركا بفضل أصوات طائفته الدينية رغم انقسام ولاءاتهم السياسية بين الحزبين؟
أفادت وسائل إعلام أميركية بأن المرشح الديمقراطي جو بايدن هو الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأميركية، غير أن غريمه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قال إن الانتخابات لم تحسم بعد.
أظهرت الأرقام الأخيرة تعزيز حظوظ المرشح الديمقراطي بايدن بعد تقدمه في كل من بنسلفانيا وجورجيا، في حين تعهد غريمه الرئيس ترامب بمعركة قانونية إثر تشكيكه في نزاهة الانتخابات الأميركية.
تشير آخر الاستطلاعات بشأن السباق الرئاسي الأميركي إلى تقدم المرشح الديمقراطي جو بادين قبل أقل من 48 ساعة على يوم الانتخابات، كما تحتدم المعركة في الولايات المتأرجحة، التي تعد حاسمة في السباق الرئاسي.
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
250
0