
ينشأ الأطفال في بيت واحد لنفس الوالدين، ويتربون على القواعد نفسها، ولكل منهم شخصيته المختلفة عن الآخر، حتى لو كانوا توائم.
وبين المرح والهدوء وحب المجازفة، هناك عدة أسئلة تفرض نفسها: من يتأثر بشخصية الآخر؟ هل الأطفال يكتسبون شخصياتهم من الوالدين؟ أم أن الآباء يتأثرون بشخصيات أبنائهم ويتبعون قواعد تربوية تناسب اختلافاتهم؟ وما الوسائل التربوية الصحيحة تجاه الأبناء الذين أحبطوا توقعاتنا؟
إن الوالدين يجب أن تكون لديهم قدرة أكبر على الإبداع في القواعد، فلن تكون هناك قاعدة تربوية ثابتة مع جميع الأبناء.
وقد يبدو الأمر محبطا ومعقدا، ولكنه ببساطة لا يمكن التنبؤ بشخصية الأطفال، ولذلك يجب على أولياء الأمور أن يقوموا بتغيير نهج التعامل من طفل لآخر، وباختلاف الظروف التي يمر بها كل طفل.
قد تكون نقاط القوة لدى طفل هي نفسها نقاط ضعف لدى طفل آخر في الأسرة نفسها.
المفتاح إذن بالنسبة للآباء هو ليس فقط تحديد هذه الاختلافات، ولكنه فهمها والعمل على التوافق معها.
اختلاف الشخصيات لدى الأبناء يجب أن يقابله تنوع الأنشطة، وكذلك التعامل بمستويات مختلفة من الطاقة وتحمل الإحباطات واختلاف ردود الأفعال.
كل هذه الخصائص تمنحك نظرة ثاقبة على شخصية طفلك ومزاجه، وإذا انتبهت لهذه الخصائص فستكون بمثابة مفتاحك للتعامل والتعرف على شخصية ابنك.
يجب أن يتخلص الآباء من أي أفكار مسبقة، وتعلم قبول وتقدير جمال شخصية أطفالهم مهما كانت.
ولا ينبغي أن يؤدي اختلاف شخصيتك عن شخصية أطفالك إلى صراع، حتى وإن كانت سمات شخصية طفلك محبطة.
على سبيل المثال، بعض الآباء يحبون الالتزام بالمواعيد، وفي الأغلب لا يتعلم الأطفال هذه العادة بسهولة؛ ولذلك يجب على الوالدين التراجع، والنظر إلى الأشياء من منظور أبنائهم، وهذا لا يعني أن تستسلم لوجهة نظره، ولكن يكفي التعاطف لمنحه الراحة النفسية.
وهذه بعض النصائح للتعامل مع شخصيات الأطفال الأكثر شيوعا:
الطفل الحساس
الأطفال الحساسون يتعاطفون دائما مع الأشياء والمواقف من حولهم، ويلتزمون غالبًا بالصمت لفترات طويلة.
يجب أن يكون الأبوان على درجة كبيرة من الحذر في تعليقاتهم، لأن كل ما سيقال سيؤخذ على محمل الجد، كما ينبغي توفير درجة كبيرة من الطمأنينة والشعور بالأمان لهذه الشخصية، إلى جانب مشاركتهم التعاطف وحب الآخرين.
هذا الطفل مستقل وقائد بالفطرة، ولديه دافع قوي للتعلم وإنجاز الأشياء.
وقد يثير غضبه فرض القرارات عليه، فهو يريد أن يفعل كل شيء بنفسه، من اختيار الملابس وحتى إعداد الطعام.
قد يبدو الطفل عنيدًا، لذا ينبغي منحه قدرا أكبر من الحرية، مع التأكيد على تشجيع الطفل والثناء على جهوده حتى عندما يفشل، ومراقبته من بعيد للتوجيه أو لحمياته من الوقوع في خطر.
ومن المرجح أن يتحول هذا الطفل إلى قصة نجاح كبيرة في المستقبل.
يكون هذا الطفل غالبًا مبهجا واجتماعيا ويحب المرح، ويستمتع بكونه مركز الاهتمام دائما.
ينبغي التعرف على هذه الخصائص كسمة إيجابية وإيجاد طرق لتوجيه حماسه؛ ولذلك يجب التعامل بقدر من سعة الصدر معه، والاستماع إليه، والتظاهر بالانبهار والسعادة لتصرفاته، حتى لا يحبط من كونه غير مضحك أو فشل في جذب الانتباه.
أفضل الطرق لوصف الطفل الجاد هي منطقيته واستقلاله ونضجه المبكر، وقد يندهش الآباء من مدى نضج هؤلاء الأطفال بالنسبة لأعمارهم، فهم دائما واثقون من آرائهم، ويحبون تحليل المواقف ويسعون إلى الكمال.
وعندما يتعلق الأمر بتربية طفل جاد يجب أن تأخذ أفكارهم وآراءهم على محمل الجد، وإذا كنت لا توافق فافعل ذلك بطريقة بناءة، وحاول أن تكون منطقيا.
فعلى سبيل المثال، سيكون الأمر أكثر فاعلية إذا شرحت لهم لماذا يجب ألا يفعلوا أمرا ما، من مجرد فرض الأوامر عليهم.
يجب أن يدرك الآباء أن هذا النوع من الأطفال يجب تزويده بالكثير من الفرص للنشاط والاستكشاف في بيئات منظمة وآمنة؛ فهم يحتاجون إلى منافذ لطاقاتهم أو سيخلقون الفوضى في المنزل.
وأخيرا، فإن تربية الأطفال تتمحور حول التعلم والتكيف، وعلى الأبوين أن يدركا أن الطفل لن يكون مثاليا تماما مثل الآباء، ولكن يكفي أن تكون نشيطا ومشاركا ومحترما ومحبا، وإذا فعلت ذلك فسوف يكبر أطفالك ليكونوا أفرادا أصحاء يفهمون ويقدرون من هم.
من السهل أن تشعري بالغضب والإحباط عندما يتحداك طفلك ويواصل التصرف بسلوك غير مهذب رغم التنبيه بعدم القيام به.
لكن من المهم تذكير نفسك بأن التحدي وعدم الامتثال مشاكل سلوك عادية للأطفال في معظم الحالات.
تعرض المواقع العلمية تجارب مخصصة للمرح وربط الأطفال بالعلوم، من خلال خلط المواد التي تعطي تأثيرات كيماوية مثيرة لجذب الأطفال لفهم المزيد عن العلوم، نستعرض هنا تجارب علمية منزلية لقضاء وقت ممتع ومفيد.
العمل على بناء احترام طفلك لذاته هو أحد أفضل الأشياء التي يُمكنك تقديمها لطفلك.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يتطلب القليل من الجهد الإضافي في بعض الأحيان، إلا أنه يستحق.
عندما تصبح وقت وداع الطفل مليئا بالصراخ والخوف الشديد عند تركه بأي مكان كالروضة (الحضانة) أو بيت الجدة أو حتى في بيته مع المربية، مع ظهور أعراض قلق وخوف شديد، فإن الطفل ربما يعاني من قلق الانفصال.
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
327
0