
كانت لويزا سوماجي وعائلتها يرغبون في الاحتفاظ بذكريات اللحظة الأخيرة من فترة 12 عاما قضوها في دبي، قبل العودة إلى أستراليا.
لقد فقدوا وظائفهم في صناعة السياحة بتوابع جائحة فيروس كورونا المستجد، ولم يعد أمامهم في هذه الحالة خيار آخر سوى المغادرة.
وتحت رداء من أشعة الشمس البيضاء، سجلت عدسة بولا هايني اللحظات المؤثرة لسوماجي وزوجها وطفليها على الشاطئ.
وتقدم هايني جلسات تصوير مجانية لعشرات الآلاف من المغتربين المغادرين.
وتقول إن معظم من قامت بتصويرهم عائلات كبار الموظفين الذين سرحوا من العمل.
وقدمت المصورة -التي تباطأ نشاطها بعد إلغاء حفلات الزفاف وتطبيق إرشادات التباعد الاجتماعي- 60 جلسة تصوير مجانية وتخطط لتقديم 100 جلسة أخرى.
ويشكل الوافدون غالبية سكان الإمارات، بما في ذلك دبي.
وترتبط إقامة هؤلاء بالعمل.
وتضررت دبي، وهي مركز إقليمي للسياحة والأعمال، بشدة بسبب الوباء.
إلا أن السلطات رفعت مؤخرا حظر التجول وألغت معظم القيود، بما في ذلك السماح للزوار الأجانب بالدخول اعتبارا من السابع من يوليو/تموز الحالي.
لكن لم يعد أمام كثير من المغتربين خيار آخر سوى الرحيل بعد فقدان الوظائف، في حين يحيط الشك والغموض بمستقبل البعض.
أسهم التطور التقني والتكنولوجي والاكتشافات الروبوتية المبرمجة في اختفاء العديد من الوظائف التي كانت شائعة في الماضي وتم التخلص من بعضها، لخطورتها أو تطور قوانين العمل لتتحول إلى أرشيف للمهن.
رغم اجتياح الروبوتات العديد من الأعمال التي كان يقوم بها البشر و تطورها المذهل في العالم، ظلت بعض المهن والوظائف عصية عليها صامدة أمامها.
طالب ممثلو العاملين في تنظيف الأبنية، على المستوى الاتحادي، حكومة برلين بإلغاء الوظائف الصغرى التي لا يقل الحد الأدنى للدخل فيها عن 450 يورو شهريا.
عندما تصبح أزمة كورونا خلفنا، علينا أن نراجع التقييم الاجتماعي للعاملين في المجالات التي تتصل بالحاجات الأساسية في حياتنا اليومية وخاصة موظفي الرعاية الصحية الذين يهتمون بنا في حالة المرض.
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
291
0