
أعلن زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم الثلاثاء تشكيل تحالف سياسي جديد باسم "عراقيون"، بهدف تقوية مسار الدولة وتطبيق القانون وتلبية مطالب المتظاهرين وإعادة الثقة بالنظام السياسي.
ويرى محللون أن إعلان التحالف الجديد يأتي بعد أن شهد العراق جمودا سياسيا نسبيا، بسبب الأزمات التي تعصف بالبلاد، والتي أشغلت الشارع العراقي والإعلام عن التحركات السياسية، الأمر الذي يثير عدة سيناريوهات فيما إذا كان من الممكن إلقاء حجر في بركة الركود بجانب تحركات الكاظمي الحالية.
من هاجس المسؤولية الوطنية، وفي الذكرى المئوية لثورة العشرين الخالدة نعلنُ اليومَ عن تشكيلِ تحالفٍ سياسيٍ برلماني جماهيري كبير ينطلق من الدولة .
.
#تحالف_عراقيون pic.
twitter.
com/ouXy0pdj11
— Ammar Al-Hakim | عمار الحكيم (@Ammar_Alhakeem) June 30, 2020
وأكد محللون وباحثون في الشأن العراقي أن تحالف الحكيم لن يختلف عما سبقه من ائتلافات سياسية، ووصفه البعض بأنه "تحالف تقليدي" ولن يضيف الجديد على الواقع السياسي في العراق.
مخاض عسير
ويرى الباحث فاضل أبو رغيف أن "تحالف (عراقيون) شأنه شأن التحالفات الباقية التي ولدت من رحم العملية السياسية في العراق"، معتبرا أن "التحالف الجديد شُكل بعد مخاض طويل عسير من خلال عمليات استقطاب وعرض وإقناع لبعض الزعامات السياسية أو أعضاء البرلمان العراقي".
ويضيف أبو رغيف في حديثه للجزيرة نت أنه "لا يعتقد أن هناك حزبا أو تحالفا سياسيا سابقا استطاع أن ينهض بواقع العراق"، مشيرا إلى أن "تكرار الوجوه السياسية نفسها لا يجدي نفعا".
وشدد على أن "التحالف السياسي الجديد لن يستطع النهوض بالواقع، ولن يستطيع أن يغير شيئا من الوضع في البلاد، بل هو لدعم الحكومة الحالية".
من جانبه، يبين الكاتب والباحث شاهو القرة داغي أن "التطورات الأخيرة في العراق -وخاصة مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول- كشفت تدني وتراجع ثقل الأحزاب والتيارات الشيعية داخل المجتمعات والمحافظات الجنوبية التي تُعتبر الحاضنة الشعبية الرئيسية لهذه الأحزاب".
وقال الباحث القرة داغي للجزيرة نت إن "هذه الأحداث دفعت العديد من القيادات إلى مراجعة أدائها لإعادة كسب الشارع كما رأينا من العزف الأخير على وتر المدنية بعد نفور الشارع من التيارات الدينية".
ويرى القرة داغي أن "التحالف الجديد لن يضيف شيئا جديدا على الساحة العراقية والمسار السياسي، لأن النقاط التي أكد عليها مكررة ومعروفة وهي مجرد حبر على ورق"، لافتا إلى أن "الأطراف السياسية الحالية والتي شاركت أيضا في هذا التحالف الجديد تعتبر شريكا أساسيا في العملية السياسية وفي ترسيخ مبدأ المحاصصة الذي أضعف الدولة العراقية".
أما المحلل السياسي نظير الكندوري فيقول إن "هذه الكتلة التي تتشكل من 50 نائبا ومن الممكن أن يزيد عددها بعد انضمام كتلة النصر التابعة لرئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، سيكون لها دور فاعل وقوي".
ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن "موضوع التحالف أو التكتل السياسي الجديد، لا علاقة له بموضوع النهوض بواقع العراق ونقله إلى حالة أفضل بقدر تعلقه بصراع على السلطة".
ويلفت إلى أن "تشكيل تحالف سياسي جديد هو حلقة جديدة من حلقات الصراع السياسي المستمر في العراق، دون الرجاء منه تغيير الحالة في العراق إلى الأفضل".
أهداف سياسية
وبشأن تأثير التحالف الجديد على إنهاء الجمود السياسي في العراق يعتقد الكندوري أنه "لا يهدف إلى تحريك الجمود الذي تعاني منه العملية السياسية الحالية، إنما جاء للرد على التحركات النيابية المزمع التحرك بها من قبل الكتل السياسية التي تقف بالضد من مصطفى الكاظمي وإجراءاته التي قام بها أخيرا ضد الحشد".
ويشير إلى أن "بعض الكتل الشيعية المتضررة من نفوذ الجماعات المسلحة بدأت بتشكيل كتلة سياسية جديدة داعمة للكاظمي في مجلس النواب، قام بتشكيلها عمار الحكيم مع بعض الكتل الصغيرة، ومن المؤمل أن تنضم إليها كتلة حيدر العبادي النيابية قريبا".
ويشاطره الرأي الباحث القرة داغي بالقول إنه "من المستبعد أن يساهم تحالف الحكيم الجديد في تفكيك الأزمات وإنهاء الجمود السياسي في العراق، خاصة أن هذه الأزمات التي يمر بها العراق اليوم هي تراكمات لأخطاء سياسية استمرت لأكثر من 17 عاما".
ولفت إلى أن "الحكيم كان من المشاركين في هذه العملية السياسية التي أنتجت هذا الواقع المأزوم".
ويشير الباحث العراقي إلى أنه "من الواضح أن العقليات السياسية التي ساهمت في خلق الواقع الحالي لن تستطع تقديم حلول عملية وحقيقية للخروج من الأزمات، بقدر ما تهدف في الحقيقة إلى الحفاظ على وجودها ومكاسبها عن طريق استخدام الشعارات الوطنية والتسويق لنفسها مجددا لدى الشارع العراقي من دون أي تغييرات حقيقية في داخل هذه الأحزاب والتيارات التي أصبحت جزءا رئيسا من الأزمة الحالية".
دعما للكاظمي
ويرى بعض المراقبين والمحللين أن تحالف الحكيم جاء لدعم حكومة مصطفى الكاظمي الجديدة.
ويشير المحلل السياسي نظير الكندوري في هذا الشأن إلى أن "كتلة يفوق عددها الـ 50 نائبا، ستكون خير داعم للكاظمي في مواجهته للأحزاب والجماعات المسلحة"، مضيفا للجزيرة نت أنها "ستكون ركيزة الكاظمي التي يتوكأ عليها لتمرير القوانين التي يريدها من مجلس النواب"، بحسب تعبيره.
وفي هذا الإطار، يرى الباحث أبو رغيف أن "تحالف (عراقيون) سيكون تحالفا براغماتيا لأنه سيكون داعما لجهة دون غيرها"، لافتا إلى أنه "سيدعم الكاظمي لغرض الخروج من دوامة الأزمات التي تندلع بين فينة وأخرى".
من جانبه، علق الخبير الإستيراتيجي هشام الهاشمي حول الإعلان عن تشكيل تحالف "عراقيون"، وقال إن "هذا التحالف ربما يكون النواة المؤسسة لكتلة برلمانية ساندة الكاظمي".
ويقول الناشط غيث التميمي إن "تحالف (عراقيون) يشدد على سيادة الدولة ودعم نظامها المؤسسي"، مشيرا إلى أنه "يهدف لحماية حكومة الكاظمي وضمان نفوذ تيار الحكمة دون الكشف بوضوح عن مصير تحالف الإصلاح وشرعية النظام السياسي والكتلة الأكبر وغيرها من المفردات الدستورية المنتهكة".
وترى الصحفية زينب ربيع أنه إذا كان التحالف شُكل بهدف دعم الكاظمي، "فهذه فرصة جيدة لنشاط دور المعارضة من قبل الأطراف السياسية التي تعاني رهاب الانتقال السلمي للسلطة".
إذا كان #تحالف_عراقيون يُشكل على هدف تأسيسه "دعم الكاظمي"، فهذه فرصة جيدة لنشاط دور #المعارضة من قبل الاطراف السياسية التي تعاني رهاب الانتقال السلمي للسلطة، المعارضة التي تمثل خط إصلاح موازٍ لخط الحكومة، هدفها التقويم وليس التسقيط!
والا فإنكم تقولون : نلعب لو نخرب الملعب.
— زينب ربيع (@RabeeZainab) June 30, 2020
جدل الشارع العراقي
وأثار التحالف السياسي الجديد الجدل في الشارع العراقي، وشكك مغردون من قدرة هذه التحالفات على تغيير الوجهة وخلق مسار سياسي جديد يدعم السيادة الوطنية ويحل أزمات البلاد، في حين يرى بعض رواد مواقع التواصل أن التحالف لم يأتِ بجديد، كونه ولد من رحم الأحزاب الحاكمة ذاتها.
ويقول الباحث والكاتب علي المؤيد إن "تحالف (عراقيون) محطة مهمة لاجتماع قوى الاعتدال العراقي في جبهة موحدة"، مضيفا أن "الظرف السياسي المعقد بحاجة إلى تكاتف قوى وطنية تؤمن بمبادئ بناء الدولة وإصلاح النظام السياسي والتكاتف لتجاوز أزمات البلاد العالقة".
وقال الناشط قاسم "إن تحالف (عراقيون) يتميز بعدد كبير من البرلمانيين، ولكنه لا يتوقف عند لغة الأرقام، بل يعمل على تقديم نموذج جديد في الإدارة السياسية الواعية والمسؤولة".
وتساءل الباحث السياسي إياد العنبر قائلا "عمار الحكيم أكثر شخصية سياسية تطرح مبادرات وتشكل تحالفات.
.
وبالنتيجة ماذا تحقق للعراق منها، وماذا استفاد المواطن العراقي؟!".
السيد عمار الحكيم أكثر شخصية سياسية يطرح مبادرات ويشكل تحالفات.
.
وبالنتيجة ماذا تحقق للعراق منها؟ وماذا استفاد المواطن العراقي؟ #العراق#عراقيون pic.
twitter.
com/JSFZIUPMNe
— إياد العنبر (@ayadhussein1) June 30, 2020
وكتب الناشط أبو أحمد العنزي "عمار الحكيم: المواطن ينتصر 2010، والمواطن أولا 2014، واحنه كدها 2018، وعراقيون 2020… منذ 2003 وللآن المواطن لا انتصر ولا صار أولا، ولا صاروا كدها، ولا صاروا عراقيين!".
وعبّر اللواء الركن محمد الحسيني عن رأيه بشأن التحالف الجديد، وقال "أنا متشائم جدا من تحالف (عراقيون)، لأنه سيربح كثيرا كتحالف، ولكن الشعب سيخسر كثيرا، إنه التأسيس لمرحلة قادمة سيئة وخطرة".
انا متشائم جدا من #تحالف_عراقيون
لانه سيربح كثيرا كتحالف
ولكن الشعب سيخسر كثيرا
انه التاسيس لمرحلة قادمة سيئة خطرة
سيشجع التخندق لربح للمكتسبات الحزبية والشخصية
ويغازل الحكومة للمحافظة على ما كسبوه بغير حق
ومغازلة الامريكان وانفسنا من خلال الحكومه
هكذا تصنع الموجات قبل ركوبها
— اللواء الركن محمد الحسيني (@eee___IIlIlI_TM) June 30, 2020
أثارت مداهمة جهاز مكافحة الإرهاب العراقي ورشة لتصنيع الصواريخ تابعة لحزب الله العراقي في بغداد، ردود فعل واسعة في الشارع العراقي، في حين اعتبرها محللون خطوة مهمة في اتجاه حصر السلاح بيد الدولة.
بحث تقرير لوول ستريت جورنال مساعي رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي للنهوض ببلاده وحلحلة أزماتها، في ظل تنافس أميركي إيراني لتحقيق مصالحهما في العراق.
توعدت كتائب حزب الله العراقي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي برفع دعوى قضائية ضده بتهمة خطف عناصرها في بغداد يوم الجمعة الماضي، وأكدت أن الكاظمي أرسل قوات مكافحة الإرهاب "دون علمها" بطبيعة الجهة المستهدفة.
قرر القضاء العراقي إسقاط تهم "الإرهاب عن وزير المالية الأسبق رافع العيساوي، والإفراج عنه مؤقتا لعدم كفاية الأدلة"، بالتزامن مع الإفراج عن قائد الحرس الجمهوري في حقبة الرئيس الراحل صدام حسين.
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
284
0