
نددت جماعة الحوثي بالغارات الكثيفة التي يواصل التحالف السعودي الإماراتي تنفيذها منذ أمس على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في اليمن، وشجب الصمت العربي والدولي إزاء ما وصفه بالعدوان.
وتوعد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي بمواصلة العمليات العسكرية داخل العمق السعودي.
وقال إن الجماعة لن تقيم وزنا للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن لأنه يقف ضد اليمن على حد تعبيره.
ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبد السلام إن "الشعب اليمني متمسك بحقه في الدفاع عن النفس، وهو يقف إلى جانب الجيش واللجان في تنفيذ أقسى العمليات".
وأضاف عبد السلام، في تغريدة على تويتر، أن ذلك يأتي على خلفية الحصار المستمر والغارات التي وصفها بالإجرامية على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.
وقال إن ما وصفه بالعدوان مسكوت عنه عربيا ودوليا، وما يمارس بحق الشعب اليمني لا يجد إلا بيانات التنديد من الأمم المتحدة وغيرها.
في ظل حصار مستمر غارات إجرامية على العاصمة صنعاءومحافظات عدة في عدوان مسكوت عنه عربيا ودوليا،ولمّا يمارس شعبنا اليمني حقه في الرد تضج الأمم المتحدة وآخرون ببيانات التنديد،وأمام اختلال الموازين فإن شعبنا العزيز متمسك بحقه في الدفاع وهو إلى جانب الجيش واللجان في تنفيذ أقسى العمليات
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) July 1, 2020
وكانت مصادر يمنية قد قالت للجزيرة إن طائرات التحالف السعودي الإماراتي شنت أكثر من ٤٠ غارة خلال الساعات الماضية على مناطق في اليمن شملت صنعاء ومأرب والبيضاء والجوف وصعدة وحجة.
وذكر تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين أن غارات جوية استهدفت اليوم العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب والجوف والبيضاء وحجة وصعدة.
وكانت مصادر في الحكومة الشرعية أعلنت اليوم سقوط أكثر من 241 قتيلا من الحوثيين في معارك وقصف بمحافظة البيضاء، خلال 10 أيام.
جاء ذلك بعدما أعلن التحالف بدء عملية عسكرية ضد ما وصفها بأهداف مشروعة لتحييد وتدمير قدرات الحوثيين وبالتزامن مع زيارة للمبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى الرياض.
عملية عسكرية
من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السعودي اليوم أن التحالف الذي تقوده الرياض شن عملية عسكرية ضد الحوثيين بعد أن صعدوا في الآونة الأخيرة هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود.
وقال تلفزيون الإخبارية إن التحالف، الذي يحارب الحركة منذ ٥ سنوات في اليمن، سيعقد مؤتمرا صحفيا بشأن العملية التي نفذت ضد أهداف حوثية "مشروعة" والتي تستهدف تحييد القدرات العسكرية للحركة.
وفي الأسبوع الماضي أطلق الحوثيون صواريخ وصلت إلى العاصمة السعودية الرياض، وذلك في أول هجوم من نوعه منذ انتهاء وقف لإطلاق النار أعلن لـ٦ أسابيع بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، في نهاية مايو/أيار الماضي.
مظاهرات في تعز
وفي تعز، قال متظاهرون إن التحالف السعودي الإماراتي انحرف عن هدفه المتمثل في استعادة الشرعية من خلال تدخله العسكري وعمله على إسقاط الدولة اليمنية وإضعاف السلطة الشرعية.
وعبّر المتظاهرون عن رفضهم سلوك الإمارات والسعودية، وقالوا إنه سلوك أوغل في تفتيت اليمن واحتلال بعض محافظاته، كما رفضوا تشكيل أي جماعات مسلحة خارج شرعية الدولة.
ودعا بيان صادر عن منظمي المظاهرة السلطةَ الشرعية إلى العودة لممارسة عملها من داخل البلاد، كما طالب بفك الحصار عن تعز، واستعادة الساحل الغربي للمحافظة.
ويتهم سياسيون وعسكريون باليمن دولة الإمارات بالسعي لفصل ساحل محافظة تعز عن مركز المحافظة، وعزله جغرافيا، ليسهل إبقاؤه تحت سيطرة قوات موالية لها.
انشقاق قائد عسكري
وفي سياق متصل، أعلنت جماعة الحوثي انشقاق قائد عسكري عن قوات تدعمها الإمارات في الساحل الغربي لليمن، وانضمامه إلى صفوفها.
وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن عبد الملك خماش الأبيض قائد العمليات الحربية في قوات المقاومة الوطنية المدعومة إماراتيا التي يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، عاد إلى صنعاء وانضم إلى صفوف الجماعة.
ومن حين لآخر، يعلن الحوثيون انشقاق جنود وضباط من هذه القوات وعودتهم إلى صنعاء، من دون أن يصدر من قيادتها توضيح حيال هذه الانشقاقات.
واصل التحالف السعودي الإماراتي اليوم تنفيذ ضربات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء والبيضاء ومأرب، في حين شهدت تعز جنوبا مظاهرات منددة بسلوك البلدين، ومطالبة بعودة الشرعية.
جدد مجلس الأمن الدولي تأييده دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لأطراف الصراع في اليمن إلى وقف فوري للقتال، وعبر المجلس عن قلقه العميق إزاء بطء وتيرة المفاوضات.
قالت منظمة حقوقية -تتخذ من مدينة لاهاي في هولندا مقرًا لها- إنها وثقت اختفاء 327 شخصا في سجون سرية تديرها الإمارات، وذلك خلال السنوات الأربع الماضية.
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
298
0