
شنت صحيفة إثيوبية هجوما لاذعا على الولايات المتحدة بسبب ما وصفته بـ"تأييدها الأعمى" لموقف مصر من المفاوضات المتعلقة بملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق مجرى نهر النيل الأزرق.
وقالت صحيفة "ذا ريبورتر" في افتتاحيتها إن على واشنطن أن تكف عن دعمها الأعمى لمصر في المفاوضات، وعليها أن تلعب دور "مراقب محايد"، مضيفة أنه لا يمكن لها أن تتصرف "كوسيط نزيه" إذا واصلت ترديد موقف مصر "غير المعقول".
وأضافت أنه ما كان ينبغي أن تُطعن إثيوبيا من الخلف رغم أنها خطت الخطوة الإضافية اللازمة بتقديمها مقترحا يقضي باستغلال ما اعتبرته موردها الطبيعي الخاص بشكل منصف ومنطقي "من أجل المنفعة المشتركة لكل الدول المشاطئة" لنهر النيل، في إشارة إلى دولتي مصر والسودان المنخرطتين في مفاوضات مع إثيوبيا بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة.
ووصفت الصحيفة البيانات الصادرة عن مجلس الأمن القومي الأميركي الأسبوع الماضي ووزارة الخزانة الأميركية في فبراير/شباط الماضي -والتي حذرت إثيوبيا من الشروع في ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق نهائي مع السودان ومصر- بأنها "غير مقبولة بتاتا".
وشددت على أن الإثيوبيين لا يمكن أن يُجبروا على الانصياع لمطلب يحملهم على المساومة على مشروع وطني عزيز على قلوبهم، حسب تعبيرها.
وأكدت أنه يجب أن يكون واضحا تماما أن إثيوبيا ليست بحاجة إلى مباركة من أي أحد لاستغلال مواردها الطبيعية، زاعمة أن ذلك "حق غير قابل للتصرف" وليس مطروحا للتفاوض.
واعتبرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أن ما سمتها محاولات الولايات المتحدة الفاضحة للي ذراع إثيوبيا دعما لدولة لا تساهم بقطرة واحدة في مياه النيل هي "إهانة" للسيادة الإثيوبية.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى التضييق على الحقوق المشروعة لأكثر من 260 مليونا من شعوب دول حوض النيل لصالح مصر، وناشدت الإثيوبيين التكاتف وفضح "هذه الحماقة المحضة" ووضع حد لها.
متلهفة للقتال
وقالت الصحيفة إن "التاريخ لن ينسى ما تبديه مصر من خبث تجاه الإثيوبيين الذين يشيّدون سدا على النيل لأول مرة ممارسة لحقهم في استخدام مياه النهر بإنصاف وعقلانية، كما أنه لن ينسى موقف الولايات المتحدة القصير النظر".
ومضت الصحيفة في هجومها اللاذع قائلة إن رفض نداءات الأفارقة لجعل مياه النيل أساسا للتعاون والنمو الاقتصادي المشترك ينم عن أن مصر المدعومة من الولايات المتحدة متلهفة للقتال.
ولم تفوت "ذا ريبورتر" الفرصة للتذكير بأن إثيوبيا هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي لم تُستعمر قط، وهي التي ألحقت بجملة من المعتدين هزائم مذلة، على حد تعبيرها.
وعليه -تقول الصحيفة- فإن على الولايات المتحدة الكف فورا عن التصرفات التي تنال من سيادة إثيوبيا، والتعاون مع كل دول حوض النيل لتحقيق الاستغلال المنصف والمعقول لمياه هذا النهر.
وأضافت أنه إدراكا منها لحقيقة أن واشنطن بسياستها الخاطئة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم قد تسببت في أزمة تلو أزمة فقد أضحى لزاما عليها أن تحجم عن إعمال نفوذها لترغم إثيوبيا على التوقيع على اتفاقية "ظالمة" تحد بشدة من ممارسة حقها غير القابل للتصرف في استغلال نهر النيل، حتى لا يتسبب تدخلها في إلقاء المنطقة في أتون الاضطرابات.
وتابعت الصحيفة التذكير بأن 60% من الإثيوبيين لا يحصلون على الكهرباء في مقابل 3% فقط من المصريين.
وأوضحت أن الملايين من أفراد الشعب الإثيوبي يعيشون في فقر مدقع وبحاجة مستمرة لمساعدات غذائية، فيما تنتج مصر فواكه وخضروات ترويها بمياه النيل وتصدر الفائض منها عن حاجتها إلى الخارج.
وذكرت أيضا أن 10 مليارات متر مكعب من المياه تتبخر سنويا من السد العالي في أسوان، وتُصَّب في البحر الأبيض المتوسط مياه بكميات كبيرة تكفي لسد احتياجات مصر من هذا المورد الحيوي.
وزعمت الصحيفة أن تعنت مصر إزاء أي تعديل فيما يخص استغلال المياه ينطلق من الرغبة في صون هيمنتها بأي وسيلة كانت، بما في ذلك تفجير القنابل الموقوتة التي خلّفها المستعمر في أفريقيا.
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي السبت أن عملية تعبئة وتشغيل سد النهضة ستبدأ خلال أسبوعين، في وقت قال مسؤولون بمصر والسودان إن زعماء الدول الثلاث اتفقوا على ألا تبدأ أديس أبابا ملء السد دون اتفاق.
أعلنت رئاسة الوزراء الإثيوبية أن عملية تعبئة وتشغيل سد النهضة ستبدأ خلال الأسبوعين المقبلين.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الاتحاد الأفريقي التوصل إلى توافقات أبرزها تأجيل أديس أبابا تعبئة السد.
اتهم وزير الري الإثيوبي سيليشي بقلي مصر بتغيير المعلومات بشأن سد النهضة وتحريفها ونشرها بالشكل الذي يناسبها، كما أعلنت رئاسة الوزراء الإثيوبية أن عملية تعبئة وتشغيل السد ستبدأ في الأسبوعين المقبلين.
رغم توصل المحادثات التي رعاها رئيس الاتحاد الأفريقي بشأن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا لقرارات بالعودة للمحادثات ووقف ملء خزان السد، إلا أن أديس أبابا أكدت لاحقا مواصلتها التحضير لعملية ملء وتشغيل ا
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
255
0