
متى سيتحول فيروس كورونا والآثار المترتبة عليه إلى ذكرى؟ لا أحد يعرف، الجميع ما زال يعيش داخل الواقع الجديد الذي غير فيه كوفيد-19 كل شيء تقريبا.
الجميع قلق بسبب ما حدث وما قد يحدث، لكن الخبر الأكيد هو أن الوباء سينتهي في وقت ما في المستقبل، وستستمر الحياة كما كانت من قبل.
وحتى تمر الأزمة بسلام على المستويين الجسدي والعقلي يجب أن تتعامل مع حالة القلق ببعض من التفاؤل الذي سيقيك من الإحباط والاكتئاب والإصابة بالمرض، وسيقودك إلى المستقبل.
يقول الخبير الاجتماعي بنجامين لاكر على موقع فوربس إنه مع دخول الملايين من الناس في العالم في عزلة لمكافحة انتشار فيروس كورونا تصبح الحاجة إلى الإيجابية أكثر أهمية، فالسعادة تتبع المشاعر الإيجابية التي تنشأ بدورها من القدرة على البقاء متفائلا وتبني المواقف البناءة.
وعندما تفكر في ما يحدث في العالم قد يكون من الصعب أن تكون سعيدا، ويكون الأمر أصعب عندما يشكو الأشخاص من حولك باستمرار من كل تلك الأشياء التي تحدث، هذا لا يعني أن عليك الانضمام إلى صفوف المتشائمين.
وفي الواقع، هذا يعني أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن ننظر إلى الجانب المشرق قدر الإمكان.
وينظر المتفائلون إلى المشقات على أنها تجارب تعلّم، وحتى أكثر الأيام بؤسا تبشر دائما بأن الغد سيكون أفضل على الأرجح، فإذا كنت ترى دائما الجانب المشرق من الأشياء فقد تشعر بالأمور الإيجابية في حياتك أكثر من غيرها، وتجد نفسك أقل ضغطا، وتتمتع بفوائد صحية أكبر.
وتقول إليزابيث سكوت الحاصلة على ماجستير في الإرشاد الأسري في مقال لها على موقع "فيري ويل مايند" إن اختيار أن تكون متفائلا له العديد من الفوائد، وتظهر الدراسات بانتظام أن المتفائلين هم أكثر حفاظا على صحتهم البدنية أكثر من المتشائمين، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 50٪.
كما خلصت دراسة من جامعة بيتسبرغ إلى أن النساء اللواتي لديهن نظرة متفائلة تقل لديهن مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%، كما ربطت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان التفاؤل بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
أيضا، فإن المتفائلين يعانون من ضغط أقل من المتشائمين، لأنهم يؤمنون بأنفسهم وقدراتهم، فهم يتوقعون حدوث أشياء جيدة، ويرون الأحداث السلبية على أنها انتكاسات بسيطة يمكن التغلب عليها بسهولة.
وتقول الاختصاصية الاجتماعية والنفسية إيمي مورين على موقع "فيري ويل مايند" إنه إذا كنت تعتقد أنك متشائم بشكل تلقائي ولا توجد طريقة يمكنك من خلالها تغيير طريقة تفكيرك فأعد التفكير مرة أخرى، لأنه وفقا لبحث منشور في مجلة "العلاج السلوكي والطب النفسي التجريبي" يمكنك إتقان التفاؤل، فقد قارن البحث بين مجموعتين من الأشخاص لاختبار أنماط تفكيرهم.
وبينما طلب من مجموعة أن تتمرن على التفكير بإيجابية لمدة 5 دقائق مارست المجموعة الثانية حياتها اليومية دون بذل جهد للتفكير بتفاؤل، وكانت النتيجة أن المجموعة الأولى زاد تفاؤلها بشكل ملحوظ على مدى أسبوعين.
وتضيف مورين أنه إذا كنت تريد أن تصبح شخصا أكثر تفاؤلا -على الرغم من السلبية التي تحيط بك- فإنه يمكنك حينئذ اتخاذ تدابير للتفكير بشكل إيجابي ونشر تلك النظرة المتفائلة لمن حولك.
وعليك أيضا أن تتجنب مصاصي الطاقة الإيجابية، حيث تنصح مورين بأهمية وضع حدود مع الأشخاص الذين يختارون بشكل مزمن أن يظلوا عالقين في بؤسهم، وتجنب المتذمرين والمتشائمين ممن يمتصون الطاقة الإيجابية ممن حولهم، ويعتقد هؤلاء الناس أن العالم يدور حولهم فقط، وغالبا ما يفتقرون إلى أي شعور بالتعاطف مع الآخرين.
ويقول طبيب القلب المعتمد في بنسلفانيا ديفيد بيكر على موقع "فيلادلفيا إنكوير" (THE PHILADELPHIA INQUIRE) إنه لا بأس بالاعتراف بأن الأشياء السيئة قد تحدث، ورغم كل شيء فإن تجاهل الواقع ليس مفيدا، ولكن ذكّر نفسك بأنك تقوم بكل ما يمكنك فعله، وأن هذا أفضل ما لديك، وستكون الأمور على ما يرام بغض النظر عن النتيجة.
ويضيف أن التفاؤل يساعدك على الاعتقاد بأن الفرص الأكثر إشراقا تلوح في الأفق، وأنت قادر على بذل الجهد لكسب تلك الفرص، وعندما تفكر بشكل سلبي خذ لحظة لتقييم مدى واقعية أفكارك.
كما يمكن أن تساعدك إعادة صياغة أفكارك السلبية المبالغ فيها بعبارات أكثر واقعية في الحفاظ على جرعة صحية من التفاؤل.
وبينما يجعل فيروس كورونا التفاؤل تحديا كبيرا فإن هناك أشياء يمكنك القيام بها للبقاء متفائلا وفقا لبنجامين لاكر:
البعض ممن يعتمدون على شريك حياتهم بشكل مفرط ويشعرون بالراحة والسعادة، قد ينكرون أن هذا أمر سيئ بالنسبة لهم، لأنه غالبا ما يتم تصوير حالتهم على أنها علامات "الحب الحقيقي"، لكن ذلك غير صحيح.
منذ سنوات يعمل عجوز فلسطيني على طبخ سرطانات البحر بطريقته المميزة بعد اصطيادها مباشرة، وذلك في كوخ خشبي بناه على شاطئ بحر غزة، وبات كوخه من أشهر معالم المدينة السياحية.
إذا كنت تتوقع أن يجعلك الآخرون سعيدا، فسيخيب أملك كثيرا.
لا تقم بتعيين أي شخص في مهمة مصدر السعادة في حياتك، فأنت المسؤول عن تجاربك في الحياة.
ما سر سعادة الإنسان؟ هذا ما حاولت أجيال من العلماء الإجابة عنه وذلك في واحدة من أطول الدراسات على مدار 80 عاما، بدأت عام 1938 ولا تزال مستمرة حتى اليوم.
جميع الحقوق محفوظة © 2020 شبكة الجزيرة الاعلامية
...
314
0