
أرجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول مؤتمر انتخابي له بعد إنهاء الإغلاق بسبب جائحة كورونا، في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، لتصادفه مع الاحتفال بذكرى نهاية العبودية في الولايات المتحدة.
وغرد ترامب على تويتر قائلا إن المؤتمر الانتخابي الأول في حملته لإعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، سيعقد في اليوم التالي لتاريخ 19 يونيو/حزيران، وذلك احتراما لهذه المناسبة التي تمثل إنهاء العبودية والمعروفة باسم جونتينث Juneteenth.
وأثار اختيار تاريخ إقامة مؤتمر ترامب انتقادات خاصة في ظل الاحتجاجات المناهضة للعنصرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد عقب مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس.
كما أثير جدل حول مقر انعقاد المؤتمر أيضا، حيث شهدت مدينة تولسا واحدة من أسوأ المذابح التي تعرض لها السود في تاريخ الولايات المتحدة في عام 1921.
وأدت هذه المجرزة إلى مقتل 300 شخص على يد عنصريين بيض هاجموا بالأسلحة النارية والمتفجرات حي غرينوود الأسود المشهور بنشاطه الاقتصادي والمعروف باسم "وول ستريت الأسود"، وتم تدمير نحو 1000 شركة ومنزل.
ترامب يؤيد "بصورة عامة" إنهاء استخدام الشرطة الضغط على الرقبة لتقييد الحركة
رحلة صيد لابن ترامب "تكلف دافعي الضرائب 75 ألف دولار"
بايدن يهاجم ترامب بسبب ذكر اسم جورج فلويد
لا يعد يوم جونتينث Juneteenth عطلة فيدرالية في جميع الولايات الأمريكية، ولكن يحتفل به الأمريكيون من أصل أفريقي على نطاق واسع في البلاد.
ويتم الاحتفال فيه بقراءة إعلان التحرر للأمريكيين الأفارقة المستعبدين في تكساس.
وكانت تكساس آخر ولاية كونفدرالية تتلقى إعلان إنهاء العبودية في أمريكا في 19 يونيو/حزيران 1865، بعد أشهر من انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية التي اشتعل فتيلها لتمسكها بتطبيق العبودية وإعلان الإنفصال عن الولايات المتحدة وتكوين كونفدرالية أمريكية مع سبع ولايات أخرى.
وقد دافع الرئيس ترامب في البداية عن توقيت هذا التجمع ضمن حملته الانتخابية، وقال لشبكة فوكس نيوز: "فكرت في الأمر على أنه احتفال.
وتجمعي الانتخابي هو احتفال.
في تاريخ السياسة، أعتقد أنه لم يكن هناك أي مجموعة أو أي شخص حصل على هذا العدد من التجمعات مثلما أفعل".
ومع هذا فقد اتهمه منتقدوه بعدم احترام تاريخ وأهمية مدينة تولسا في التاريخ الأمريكي.
وقالت السناتور الديمقراطية كامالا هاريس: "هذا ليس مجرد لفتة لإرضاء للعنصريين البيض، إنه يقيم لهم حفل ترحيب بعودتهم للديار".
وتعليقا على قرار تأجيل التجمع، غرد ترامب: "لقد تواصل معي العديد من أصدقائي الأمريكيين من أصل أفريقي ومؤيديهم ليقترحوا أن نفكر في تغيير تاريخ التجمع احتراما لهذه العطلة، ومراعاة لهذه المناسبة المهمة وكل ما تمثله، قررت تأجيل التجمع إلى يوم السبت 20 يونيو/حزيران احتراما لمطالبهم".
سيكون التجمع تحت شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" في مدينة تولسا أول فاعلية تقيمها حملة الرئيس الإنتخابية منذ 2 مارس/آذار، عندما تم إلغاء جميع التجمعات الجماهيرية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويسعى ترامب إلى إعادة انتخابه لفترة ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 ، بيد أن استطلاعات الرأي تظهر أنه متخلف عن منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وتعد التجمعات الانتخابية وسيلة رئيسية لتنشيط قاعدته، ومن المعروف أن ولاية أوكلاهوما تصوت للمرشح الجمهوري.
وستقام الفاعلية الانتخابية على وقع الاحتجاجات المستمرة ضد عدم المساواة العرقية ووحشية الشرطة، والتي فجرها مقتل جورج فلويد في 25 مايو/آيار.
وقتل فلويد، الذي لم يكن مسلحا على يد شرطي أبيض طرحه أرضا وضغط بركبته على رقبته لمدة تسع دقائق تقريبا.
ومن المقرر إقامة التجمع في ساحة داخلية تتسع لأكثر من 19 ألف مقعد، وقد أثيرت مخاوف بشأن المخاطر المحتملة.
ولدى الولايات المتحدة أعلى حصيلة رسمية في العالم من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.
ووفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز، مات أكثر من 114ألفا و600 شخص، وتجاوزت الإصابات المؤكدة أكثر من مليوني إصابة.
لكن الإصابات في ولاية أوكلاهوما من بين الأقل في البلاد، ويجري إعادة فتح الأعمال التجارية، لكن حاكم الولاية كيفين ستيت، حث السكان على الاستمرار في التباعد الاجتماعي و "تقليل فترة البقاء في أماكن مزدحمة".
ويتعين على الأشخاص الذين يشترون تذاكر لحضور تجمع تولسا عبر الإنترنت الموافقة على إقرار يؤكدون فيه أنهم "يتحملون طواعية جميع المخاطر المتعلقة بالتعرض لفيروس كورونا" ولن يحملوا حملة الرئيس مسؤولية وقوع "أي مرض أو إصابة".
ويقول المراسلون إنه في حين أن الفيروس لا يزال يمثل تهديدا، فإن حملة ترامب ترى أن خروج حشود كبيرة في الاحتجاجات الأخيرة ستجعل من الصعب على خصومه انتقاد تجمعاته الانتخابية.
وقال الرئيس إنه يخطط لعقد المزيد من التجمعات في فلوريدا وتكساس ونورث كارولينا وأريزونا.
...
300
0