في الوقت التي تسجل فيه دول أوروبية كبرى مئات الوفيات يوميا بسبب تفشي فيروس كورونا، تعتبر البرتغال حالة خاصة رغم إمكانياتها المتواضعة مقارنة مع تلك البلدان من حيث القوة الاقتصادية والبنية التحتية الصحية.
وقالت صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية إن البرتغال "الصغيرة والفقيرة" تعتبر اليوم من بين الأفضل بأوروبا في التعامل مع اختبار فيروس كورونا الذي خلف عشرات آلاف القتلى في فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبلدان أخرى بالقارة.
وأوضحت أن الفضل في ذلك الإنجاز، الذي يقوم أساسا على عزل المسنين وتسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين، يعود كله تقريبا لرئيس الوزراء أنطونيو كوستا الذي قرر بمفرده سياسة الإغلاق معارضا الرأي الذي أعرب عنه العديد من وزرائه.
وقد باتت البرتغال نجما لامعا مقارنة مع شركائها بالاتحاد الأوروبي -كما تقول الصحيفة- رغم أنها لا تضاهي ألمانيا من حيث عدد أسرّة العناية المركزة وليس لديها نفس نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي مثل فرنسا، ولا تقارن بالدول الإسكندنافية من حيث "الكفاءة والنجاعة".
الحكومة أولت عناية خاصة بالمسنين في تعاملها مع أزمة كورونا (رويترز)
وعزت الصحيفة الإيطالية تميز البرتغال في التعاطي مع أزمة كورونا إلى روح الإجماع التي عبرت عنها الطبقة السياسية، واستشهدت بالخطاب الذي ألقاه رئيس المعارضة روي ريو بشأن حالة الطوارئ في البلاد.
وقال ريو "التهديد الذي نواجهه يتطلب الوحدة والتضامن والشعور بالمسؤولية.
بالنسبة لي، في الوقت الحالي، الحكومة ليست تعبيرا عن حزب معارض، بل هي دليل الأمة بأكملها حيث يقع على عاتقنا جميعا واجب المساعدة.
لم نعد نتحدث عن المعارضة بل التعاون".
أما النجاح الثاني الذي توقفت عنده الصحيفة واعتبرته لافتا فهو تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين، وقالت إن البرتغال البلد الأوروبي الوحيد الذي أطلق حملة إنسانية من ذلك النوع على خلفية تداعيات أزمة كورونا.
وأوضحت كوريري ديلا سيرا أن ذلك الإجراء يتيح للمهاجرين غير النظاميين فرصة الوصول إلى النظام الصحي والعلاج، ويعتبر في الآن ذاته خطوة حاسمة لمنع انتشار الفيروس بين الفئات الاجتماعية الهشة.
وخلصت إلى أنه رغم غياب دراسات دقيقة حول فعالية تلك الإجراءات الحكومية فإن "النموذج البرتغالي" بات مضرب المثل للدول الأخرى في طريقة التعامل مع حالة الطوارئ الصحية العامة.
...
250
0