يرى خبير الشؤون الدولية موزيس نعيم أن أزمة كورونا فاجأت العالم وهو في حالة ضعف مؤسسي كبير، وتوقع أن تكون لها عواقب غير متوقعة، ربما من بينها حصول رد فعل قوي ضد من سماهم "الحكام الصغار"، وظهور قادة قادرين على مواجهة المشاكل الكبرى التي يعرفها العالم.
وتساءل نعيم في مقال بصحيفة "إلباييس" الإسبانية: ماذا سيكون تأثير فيروس كورونا في البلدان الفقيرة حيث يسود الاكتظاظ ويعتبر البقاء في المنزل دون عمل مستحيلا؟ ماذا لو تفشى مرض "كوفيد-19" عبر موجات مختلفة؟ هل سيفلح حكام العالم في إدارة هذه الأزمة؟
واستشهد الكاتب بالدبلوماسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر الذي يرى أن العالم لن يكون هو نفسه بعد فيروس كورونا، وأن "التحدي التاريخي لقادة اليوم هو إدارة الأزمة وهم يبنون المستقبل، لأن فشلهم في هذه المهمة يمكن أن يحرق العالم".
ويرى نعيم أن مستوى القادة الحاليين في العالم -مع استثناءات قليلة- مثير للشفقة وللقلق، وقال إن انتقاد القادة السياسيين أمر طبيعي، لكنه دعا في الوقت ذاته إلى توخي الحذر في ذلك لتفادي السقوط في المبالغات.
كما نقل عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله إن العلاقة بين القوى العظمى لم تكن أبدا مختلة وظيفيا كما هي الآن، وإن أزمة كورونا وضعت الجميع أمام هذا التحدي "إما نتحد ونعمل معا، أو أن يهزمنا الوباء".
هنري كيسنجر: التحدي التاريخي لقادة اليوم هو إدارة الأزمة وهم يبنون المستقبل (غيتي)
وتضمن مقال موزيس نعيم إشارة إلى كاتب العمود الإنجليزي مارتن وولف الذي يرى أن "هذه أكبر أزمة تواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهي أيضًا أخطر كارثة اقتصادية منذ الكساد الاقتصادي في الثلاثينيات.
.
لقد وصل العالم إلى هذه اللحظة في ظل انقسامات عميقة بين القوى العظمى، وضعف مروع في أداء الحكومات".
وفي تقييم بعض نماذج القيادة العالمية انتقد نعيم أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اختيار كبار المسؤولين والموظفين، وساق نموذج "المجلس الاقتصادي القومي" الذي أشرف عليه منذ تأسيسه عام 1993، رجال اقتصاد بارزون، لكن إدارته في عهد الرئيس ترامب آلت إلى معلق مالي تلفزيوني.
وفي أوروبا، قال الكاتب إن الماسكين بزمام السلطة ليسوا ملهمين للغاية ولا يبعثون على الثقة، وتساءل عن نجاعة السياسات التي ينتهجها بعض الساسة مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمجري فيكتور أوربان والإسباني بيدرو سانشيز.
واختتم نعيم مقاله بالإشارة إلى بعض النماذج من القادة مثل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الذي أنكر وجود الوباء، والرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي الذي هدد بقتل من لا يحترمون الحجر الصحي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يستخدم فيروس كورونا ذريعة لتعميق التمييز ضد المسلمين في بلاده.
...
266
0